بنفس اللاّعبين تقريبا يتحوّل النّجم من فريق عاجز عن تفادي رباعيّة مذلّة أمام إفريقي في أسوأ حالاته...و يعجز عن تسجيل هدف في أولمبي سوسة يفتح امامه باب العرش الإفريقي ضدّ الترجّي...و يعجز عن ضمان مركز ثاني أمام فريق بنقردان الذي يلعب باراج تفادي النّزول...مالذي تغيّر؟...ما تغيّر هو وصول المدرّب روجي لومار...هذا السيّد يفهم التّسيير الرّياضي ...و يفهم الكرة...و يعرف كيف يصل إلى أذهان اللاّعبين...و يعرف كيف يحرّك أقدامهم...بكلّ اسف المدرّب روجي لومار قدّم الدّليل و بالمكشوف على أنّ مشكل النّجم غياب مسؤولين يفهمون كرة القدم...غياب منظومة تواصل بين مسؤولي النّجم و لاعبيهم و الإطار الفنّي المشرف عليهم...لومار لم يكن مجرّد مدرّب في النّجم ...لومار كان جرّاحا وصل إلى اصل الدّاء و شخّص الدّاء الذي يعشّش في النّجم و حوّله إلى تكركيرة عند اللّي يسوى و اللّي ما يسواش... كوناتي كان غير قادر على اللّعب في حومة و عاجز عن ترويض كرة فإذا به أمام رنجرز النّجيري يقدّم مردودا مبهرا على طريقة الكبار...المساكني الذي كان يقتل أحبّاء النّجم بالعرق بما يقدّمه أصبح رقما هامّا في تشكيلة الفريق...الحنّاشي الذي كان لاعبا فاقدا للنّجاعة رغم حركيّته أصبح لاعبا مؤثّرا...بوغطّاس تحوّل من لاعب مهزوز الثّقة بنفسه إلى قائد فريق بكلّ الكاريزما التي تتوفّر في القائد...وجدي كشريدة الذي كان بنّاكا زمن اللّيلي تحوّل غلى لاعب ظاهرة في بطولتنا مثله مثل مالك بعيّو...لومار بشخصيّته القويّة منع هزّان و نفضان المهدي العجيمي و مسك بزمام الأمور و فرض نسقه و برنامجه و اختياراته و رؤاه و تصوّراته وغيّر أجواء الفريق فتغيّر حال النّجم نحو الأحسن ...و استعادت ماكينة النّجم دورانها...و عطى ربّي خيره...الأمر لم يعد خافيا على أحد...حضور المهدي العجيمي في النّجم و بدون تحامل و بكلّ موضوعيّة هو حضور كارثي...هو حضور الجفاف في أرض خصبة...هو حضور الوباء في جسم سليم...رضا شرف الدّين عندما أهدى النّجم إلى المهدي العجيمي كان مثل الوليّ الذي يهدي ابنه القاصر سيّارة فاخرة فيعود له بها آخر النّهار " قصديرة" لا طولة و لا ميكانيك و لا عجلات....عودة روجي لومار كانت في توقيتها المناسب لأنّها كشفت أصل الدّاء في النّجم ...و عرّت الحقائق...و اقتنع الجميع انّ النّجم كاد أن يضيع لولا وصول لومار في الوقت الضّائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.