أحدهم حضر حفل زفاف و ضربها " سيس دوز" حتّى طلع الشّراب من خشمه ...تقيّأ و "خرّج مصارنه " فوجدته حيط يكبّ و حيط يقعّد ...حملته بعناء و اصطحبته إلى منزلهم وأدخلته بيته و وضعته في فراشه و لم يزعجني أن تتحوّل رائحتي إلى مثل رائحته مع أنّني لم اشرب ما شرب ...و كان عليّ أن أعود إلى البيت و اغتسل حتّى اتمكّن من الصّلاة ...برّة يا زمان و إيجا يا زمان صاحبنا بعد 14 جانفي نبتت على وجهه لحية و رسمت على جبينه شارة في موضع الصّلاة و أصبح يحلّل و يحرّم و يحاسب خلق اللّه و كأنّه إمام الأزهر أو شيخ الزّيتونة...و كان يصرّح لبعض الأصدقاء أنّ إسلامي لا يعجبه لأنّ إسلامي خفيف و "لايت" و مائع و ضعيف...موقفه اضحكني لأنّي بإسلامي الخفيف لم اتركه في الشّارع بوسخه و رائحته القارصة و أخذته في حضني و لم أطمئنّ عليه إلاّ و هو في فراشه و لكن إسلامه الثّقيل و العميق لم يمنعه من الجحود و التنكّر لمن مدّ له يده و التهكّم عليه...أنا نظرت للإنسان فيه و لم يكن يعنيني مستوى تديّنه أو الجانب العقائدي فيه...و بكلّ اسف نعيش فظاعات من متديّني آخر زمان الذين كبروا في الملاهي والكباريهات و تربّوا على "الخنن" و في أجواء الهشّك بشّك ... و اليوم بعد أن استمعوا إلى بعض شيوخ القنوات التّجاريّة بقدرة قادر تحوّلوا إلى وعّاظ و شيوخ يعلّمون النّاس الفضيلة و يحلّلون و يحرّمون ...مآسي تحدث في العائلات و المساجد وفي مقرّات العمل حيث يختار البعض لأنفسهم دور الدّعاة و كانوا ينافسون ابليس في العيب و ينتصرون عليه...لسنا ضدّ توبة يعود معها الإنسان إلى خالقه و لكن نحن ضدّ من يوصوهم على الخلّ فيأتون بما يقطع المسمار... و المساجد تعاني من بعض هؤلاء الذين كبروا في الملاهي و تربّوا على الإنحراف و المعاصي و أفعال ابليس و مشتقّاته و اليوم يريدون التحوّل إلى شيوخ الحلال و الحرام... وهكذا قدرنا أنّنا بكلّ اسف نعاني و نقاسي بعض الأشخاص و هم فجّار و نقاسيهم و هم راجعين لربّي...نعاني فجورهم و نعاني صلاحهم .