انا واعوذ بالله من انا لانها مصدر كل بلاء وانا هي التي اخرجت ابليس من الجنة لانه راى نفسه خيرا من ادم ولم يمتثل لحكم ربه الذي لاراد له القائل( اني جاعل في الارض خليفة) انا ومن هم في سني فضلا عمن جاؤوا بعدنا تفتحت اعيننا على بلادنا وهي تنعم بالاستقلال الذي ضحى من اجل الحصول عليه الاف التونسيين والتونسيات بالغالي والنفيس في سبيل ان تتحرر بلادهم من ربقة الاستعمار وسقوا بدمائهم الزكية ارض تونس العزيزة ملبين نداء الواجب دفاعا عن الوطن فتلاحقت جحافل الشهداء الابرار الذين لم يبدلوا ولم يغيروا يصدق فيهم وعليهم قوله جل من قائل(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) فهم احياء الان عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم من فضله العميم فضل الشهادة وفضل رؤية امالهم تتحقق في حيز الواقع فاذا ببلادهم تنعم باستقلالها مثلها مثل غيرها من البلدان الاخرى انا وجيلي والاجيال التي جاءت بعدنا جئنا الى الدنيا فوجدنا بلادنا تونس العزيزة مستقلة ليس فقط يرفرف علمها عاليا ولكن ايضا يحكمهاو يدير سائر شؤونها ابناؤها اناوجيلي ومن جاؤوا بعدنا لم نذق ويلات الاستعمار ولم نكتو بناره ولم نحرم من ابسط حقوقنا ولكننا سمعنا من ابائنا واهلينا قصصا لاتصدق من العسف والاهانة والاستعباد والنيل من الثوابت والمقدسات والكثير منا ذاق مرارة اليتم والحرمان من الحنان الابوي من جراء ماتسلط عليهم من اقصاء وابعاد الى المحتشدات وزج بهم في السجون وماصحب ذلك من تنكيل وتعذيب تحملوه بصبر ومصابرة و لم يطلبوا عليها تعويضا ولاجزاء في هذه الدنيا الفانية التي لاتساوي عند الله ثم عندهم جناح بعوضة يصدق فيهم قول القائل ( اؤلئك ابائئ فجئني بمثلهم اذا جمعتنا ياجرير المجامع) وقول الاخر( حلف الزمان لاياتين بمثلهم) اناوجيلي ومن جاؤوا بعدنا تنعمنا بمكاسب الاستقلال وما اكثرها والتي لاينكرها الاجحود والتي من اهمها تلك الوحدة القومية(بمعنى الوطنية) التي ذهبت معها الى غير رجعة العروشية والقبلية والنزعة الجهوية وتلك المدرسة التونسية التي التحقنا بها ليس فقط في المدن والقرى بل في المداشر فحيثما وجد تجمع سكني وشيد الاهالي قسما الا وارسلت اليه الدولة المعلم مهما كانت تلك النواة المدرسية بعيدة ونائية التحقنا بالمدرسة جميعا مهماكانت الفئات التي ننتمي اليها التحقنا بها ذكوراواناثا لنتدرج في سلم الترقي العلمي من المدرسة الى المعهد ثم الى الكلية لنتخرج منها بشهادات عليا في محتلف الاختصاصات التي تحتاج اليها بلادنا وشعبنا وسرعان ما حققنا الاكتفاء لبلادنا و امتد اشعاعنا الى اشقائنا كل ذلك بفضل المدرسة التونسية المتاح ارتيادها للجميع وبدون ان تدفع اسرنا وعائلاتنا مقابلا انا وجيلي ومن جاؤوا بعدنا تمتعنا بالحق في الصحة في مستوصفات ومراكز صحة اساسية ومستشفيات محلية وجهوية وجامعية متاحة للجميع وبدون استثناء اما وجيلى ومن جاؤوا بعدنا نشانا في احضان اسر المراة فيها اما وزوجة واختا وبنتا لها من الحقوق ما لاخيها الرجل في مساواة تامة هي ركيزة رقي كل مجتمع متحضر متمدن انا وجيلي ومن جاؤوا بعدنا شعرنا بنخوة الانتماء لهذه الربوع التي انجبتنا وانجبت اسلافنا ممن كانوا نجوما في سماء تونس وتمثلنا بقول من قال( نبني كما كانت اوائلنا تبني ) ملحمة عشناها لعقود طويلة كان فيها حب تونس يجري منا مجرى الدم من العروق لم نفكر في يوم من الايام بان ننتمي اونعتز بغير تونس من البلدان مهما علا شانها لقد كان حب تونس هوديننا وايماننا ولم نر في ذلك ادنى غضاضة ولم نرفي ذلك ادنى تناقض مع تمسكنا باسلامنا فقد تعلمنا منذ نعومة اظفارنا ان حب الوطن من الايمان وان اسلامنا في تونس هو اسلام الاخوة والمحبة والتعاون والتازر والتعايش والتسامح اسلام الاصالة الحقيقية لاالشكلية المظهرية اسلام الاستنارة اسلام الاجتهاد والتجديد اسلام يجمع ولايفرق وييسر ولايعسر يابى الفتنة والفرقة والتنازع والتعصب والتزمت زادنا تمسكا به ماحبى الله به اهل تونس من وحدة لغوية وعقدية ومذهبية وما خرجته الزيتونة كعبة الشمال الافريقي من علماء اعلام تجاوز عطاؤهم العريق والثري ربوع تونس ليمتد الى المغرب والمشرق تونس التي نحتفل اليوم بذكرى مرورثلاث وستين سنة على استقلالها لانقول ان مسيرتها لم تعترها عثرات وانتكاسات ولانقول انه ليس في الامكان احسن مما كان بل لقد كان ما كان مما لست اذكره مما لااريد ان انغص بتعداده حلاوة الاستقلال الذي ينبغي علينا ان نظل نعتبره اعظم مكسب تحقق لبلادنا في العصر الحديث مما يستوجب علينا جميعا وبدون اي استثناء اومزايدة ان نتمسك به و نحافظ عليه فتونس لجميع التونسيين مهما تعددت ارؤاهم واختياراتهم اللهم الا من استثنى نفسه وقبل ان يتملص من انتمائه لتونس واختار التبعية لاممية اثبتت الايام طوباويتها الحفاظ على استقلال تونس الكامل وغير المنقوص يقتضي منا جميعا ان يكون شعارنا وبرنامج عملنا تونس اولا وتونس اخرا تونس الامنة المطمئنة تونس العزيزة الابية تونس المتقدمة المتحضرة تونس الكبيرة في امالها وتطلعاتها (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)