كان على بوتفليقة ان يرحل ...وقد رحل ...واحمق من يعترض على حكم الشعب فهو حكم لا يحتمل التاجيل او التعقيب او الرفض ..وقد خضع بوتفليقة لهذا الحكم ولو بعد شيء من التلكؤ ولكن الحلقة الضيقة التي حوله والتي حكمت باسمه واستغلت عجزه طيلة السنوات الاخيرة هي التي ورطته في تلكؤ يشوه تاريخه كمناضل وطني خدم بلاده في مراحل مختلفة وقد جاء في البداية كحل لمشاكل الجزائر ثم وللاسف صار منذ بضع سنوات هو المشكل الصعب ولكن ها هو اخيرا يقبل بالاستقالة والرحيل ويترك الجزائر تلملم جراحها وقد تحتاج الى سنوات لتستعيد عافيتها فمرض بوتفليقة لم يكن يخصه هو كفرد ...وكشخص ...ولكنه كان مرض بلاد باكملها ... وسيعرف الشعب الجزائري الذي أبهر العالم بثورته السلمية والمعتدلة التي انتهت بخضوع بوتفليقة ...سيعرف كيف يعالج مرضه واوجاعه وصعوباته بذكاء وحكمة ويمنع الايدي الضالة والعابثة من اشعال نار الفتنة ...وضرب الاستقرار ...وتنفيذ سيناريو سوريا ...اليوم انتصر الشعب الجزائري في الجولة الاولى ...وعليه ان يحقق الانتصار في الجولة الثانية وهي الاصعب ...والاطول ...وهو بلا ادنى شك قادر عليها ....