بعد استنطاقهم من قبل رجال الحرس الوطني بالجهة في إطار التأكد من أمرهم ومدى سلامة المعلومة الواردة بادر الباحث بإطلاق سراح الاطراف الاربعة.. هؤلاء الاطراف تم التبليغ عنهم بدعوى انهم يعدّون لاستخراج كنز وهمي، وبالنظر لخطورة الامر، فقد سارع رجال الحرس الوطني ببوعرڤوب بمحاصرة المكان المشار اليه وحجز السيارة الأجنبية وإيقاف ركّابها الثلاثة رفقة صاحب الدار. هذا البلاغ مصدره اسرة لها مشاكل مع أسرة ثانية ويبدو أنها ارادت ان تستغل هذا الخلاف القديم لتُدبّر لها مكيدة من الوزن الثقيل حيث قامت بالتبليغ عن كونها تستعد للحفر خلف المنزل لاستخراج كنز مزعوم. وفي اطار التثبت من الحكاية، لم يلاحظ رجال الامن حفريات بالمكان ولا معدات ولكن الضرورة اقتضت التحري مع أصحاب الدار وضيوفهم حيث تبين أن السيارة الاجنبية تابعة لمهاجر أصيل احدى ولايات الوسط الغربي وقد تحول من مسقط رأسه الى جهة المهاذبة التابعة لمعتمدية بوعرڤوب حيث يعرف أحد السكان هناك فكان تشاور معه في السابق حول إنجاز مشروع مشترك لتخزين التفاح. وبعد الانتهاء من البحث والتحري تم اطلاق سراح الجميع خاصة اثر التأكد من أن اصل البلاغ يعود الى محاولة كيدية لتوريط هذه الاسرة بسبب خلاف قديم. مثل هذه الاشاعات والدسائس و«البونتوات»، لن تنفع، من هنا فصاعدا، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه والحقيقة لابد لها أن تسطع والشمس لن يحجب نورها غربال. بعد حجز اربع سيارات بداخلها أسلحة نارية المشبوه فيهم: «سلّمنا سياراتنا الى ميكانيكي لإدخال بعض الاصلاحات وقد يكون أخفى سلاحا داخلها دون علمنا؟!!» يتواصل التحقيق بنسق سريع ودقيق مع المورّطين الاربعة في قضية تسريب اسلحة رشّاشة الى بلادنا، هذه القضية كشفت عنها الديوانة التونسية حيث امكن بفضل فطنة فرقتها بميناء حلق الوادي العثور على أسلحة نارية داخل سيارات خفيفة قادمة من فرنسا.. وحسب مصادرنا فإن أربعة مواطنين تونسيين مقيمين منذ مدّة بفرنسا عادوا جميعا مؤخرا من ديار الغربة ومعهم سيارات، وفي إطار التثبّت والمراقبة عثر رجال الديوانة التونسية على مجموعة من الأسلحة الرشاشة كانت مخفية بإحكام داخل أربع سيارات فوقع حجزها في الحين واخضاع اصحاب السيارات المشار اليها للبحث. ومنذ الوهلة الأولى نفى هؤلاء ان يكونوا على علم بهذه الاسلحة النارية ولم يسعوا لتهريبها. وبمزيد بحث المشبوه فيهم حول مصدر هذه الأسلحة النارية ووجهتها، أفادوا بأنهم سلموا سياراتهم الى ميكانيكي بفرنسا قصد ادخال بعض الاصلاحات عليها وقد يكون عمد (هكذا) الى إخفاء الاسلحة النارية داخلها، دون أن يتفطنوا الى ذلك. التحريات متواصلة مع المشبوه فيهم للكشف عن الحقيقة.. لابد أن نقول «برافو برافو» لرجال الديوانة التونسية الذين أحبطوا عملية تهريب هذه الأسلحة وتسريبها الى بلادنا وليتنا نتمكن من سؤال هذا الميكانيكي المزعوم ان كانت له مصلحة من وراء فعلته هذه؟ الهاتف الجوال يكشف عن المتهمين ويعيد التلميذتين المخطوفتين الى أسرتيهما كما كان متوقعا، فقد نجح رجال مصلحة وقاية الاحداث بالعاصمة في الكشف عن مصير التلميذتين المختفيتين في ظروف غامضة. وحسب مصادرنا فإن أسرتين فوجئنا بعدم عودة ابنتيهما من المعهد فبادرتا باشعار رجال الامن وتكفّلت الوحدة المذكورة بالبحث.. وبالاعتماد على هاتف جوّال تابع لإحدى التلميذتين المختفيتين استطاع رجال مصلحة وقاية الاحداث بتونس الكشف عن اللغز، وبعدما تبين أن هذا الجهاز اقتناه أحدهم، وهو لا يعلم بمصدره. وبالتحري مع شاري الهاتف الجوال دلّ على البائع الذي تم ايقافه بغتة ليعترف بالحقيقة.. وجاء في أقوال الشاب الموقوف انه كان يتجول مع صديقه بالعاصمة، وعندما لمحا التلميذتين تسيران على مقربة منهما اعجبا بهما ودون أدنى مقدمات شرعا في التحدث اليهما ثم عرضا عليهما فكرة مرافقتهما الى مدينة بنزرت بواسطة القطار.. وحسب اعتراف الشاب الموقوف فقد استجابت التلميذتان للطلب وتحوّلوا جميعا الى مدينة بنزرت حيث سخّر لهم صديق منزلا قضوا فيه ليلة واحدة ممتعة. ولئن تحصّن احد المتهمين مبدئيا بالفرار، فإن المتهم الثالث تم ايقافه وقد اعترف بأنه سلب ضيفته هاتفها الجوال وفرّط فيه بالبيع لشراء بعض لوازم السهرة وبعد إعادة التلميذتين الى أسرتيهما، اعترف المتهمان الموقوفان بأنهما نالا رفقة الطرف الهارب، وطرهما من الضيفتين..