لا يكفي ان يتحول نظام الحكم من مركزي دكتاتوري الى ديموقراطي حتى تتحقق مطالب الشعب و تستجيب طبقته الحاكمة لانتظاراته و متطلباته ، بل يمكن في كثير من الأحيان ان تسوء وضعية المواطنين و تتدهور قدرتهم الشرائية لا لشيء سوى لأنهم اعتقدوا انه بمجرد اسقاط نظام و استبداله بتعددية حزبية و احتكام لصناديق اقتراع يكونون ادوا ما عليهم في انتظار حصاد وفير و خير يشمل الجميع . هيهات ، فمؤثرات مثل التدخلات الخارجيةو المال السياسي الفاسد و الاعلام المدجن و غير الموضوعي و الطموح الجارف نحو السلطة بدون برامج واقعية و لا امكانيات ، على سبيل الذكر لا الحصر ... من شانها ان توصل لاعلى هرم السلطة احزابا و اشخاصا لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بهموم شعب أختار السلبية و الفرجة عوض مواصلة النضال و الضغط من اجل بلورة مشروعه الوطني و معاقبة الفاشلين في سدة الحكم عبر المشاركة بكثافة في الانتخابات و كل ما يتيحه الدستور و قوانين البلاد من تظاهر سلمي و تعبير متحضر وفي إطار القانون عن امتعاضه و غضبه على الأداء الهزيل و الفشل الذريع لمنظومة حكم عاجزة على تحقيق المطالب فما بالك بزرع الأمل و احياء الطموحات .
كيفما تكونوا يولى عليكم ، فلا تنتظروا منقذا سواء كان حزبا أو فردا معزولا ، فقط يتوجب علينا جميعا ان نبدء بانفسنا و ان ننخرط في فلسفة المواطن الفاعل الذي يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر قدر الاستطاعة و بالتي هي احسن . عندها سنفرز لا محالة ، طبقة سياسية حاكمة و معارضة تقرؤ للشعب الف حساب و لا تستسهل الوعود الزائفة أو الكذب و التدجيل . اذا فالعملية تراكمية و جدلية يمكن ان تحقق اختراقا و قفزة نوعية على امتداد بضع سنين و لكنها يجب ان تتواصل بكل تاكيد ليوم الدين .