كنا ندخل قاعات الدروس في التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي في اليوم الأول من أكتوبر ،ولا نودع قاعات الدر س إلا في اليوم الأخير من شهر جوان ، وأذكر أن المتفقد الكفء المرحوم أحمد صفر زار معلما في 30 جوان فوجد التلاميذ يلعبون والمعلم ينزع من الجدران رسوم الإيضاح ،فنبهه إلى أن التدريس يتواصل إلى أخر يوم من شهر جوان هذه ذكرياتي عن زمن التعلم وهذه ذكرياتي عن زمن التدريس وللتاريخ أشهد أن المربي الأستاذ الهدي الزغل شاهد وهو مدير معهد الهادي شاكر بصفاقس أستاذة فرنسية تلعب الورق مع التلاميذ في قاعة الدرس في أخر يوم من شهر جوان فدعاها ووبخها وقدم فيها تقريرا طالبا الاستغناء عنها كانت السنة الدراسية بحق تسعة أشهر ،وهي اليوم في تونس وفي مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي يتمتع فيها التلاميذ بعطلة صيفية تمتد ثلاثة أشهر ونصف الشهر ويتمتعون بعطل خلال السنة الدراسية مدتها شهر ونصف وهذا إذا سلمت السنة الدراسية من إضرابات (يعقوب ) فهل بسنة دراسية مدتها العملي أربعة أشهر تكتمل البرامج الدراسية ؟هل في هذه السنة الدراسية القصيرة يستوعب التلاميد الدروس في مواد ثقيلة بكثرتها ؟ فهل تعلمون أن التلاميذ في مدارس ومعاهدالدول الراقية علما وعملا وإنتاجا مازالوا يواصلون الدراسة وهم يدخلون قاعات الدروس قبلنا ؟فهل تلاميذهم أغبياء في حاجة إلى أيام تدريس أكثر من تلاميذنا ؟ إنني طالبت وما زلت أطالب بعقد المجلس الأعلى للتربية ليعيد النظر في واقع التعليم في تونس ،وليعد مخططا كاملا للتربية والتعليم مدته عشر سنوات بمنظار علمي بيداغوجي بعيد طاهر من السياسة الملعونة حتى تعيش مدارسنا ومعاهدنا وتسبح في نهر العلم الذي يربي العقول ولا يقطع الأيام إلا في الزرع والغرس وترويض النفوس بما تحتاج إليه العقول هذا رأيي وأنا أسأل وأحب أن أفهم