علمت متاخرا نظرا لغيابي في الاسابيع الماضية عن ارض الوطن بوفاة السيد الفاضل عثمان النغموشي رحمه الله والي تطاوين في اواخر الثمانينات والاطار السامي بوزارة الداخلية(تولى الاشراف على عدة ادارات عامة بها) عرفت الفقيد رحمه الله من بعيد ولم احتك به من قرب ولكن ولاني اانحدر من الولاية التي اشرف على حظوظها فقد كانت تصلني اصداء انشطته وكيفية تعامله مع اعضاده ومساعديه ومع الاطارات الجهوية النشيطة في مختلف الميادين الاجتماعية والثقافية والتنموية والحزبية الدستورية وهو تعامل يتسم بالكثير من التلقائية حيث لم يغيره المنصب الذي تولاه وهو في ذلك العهد منصب رفيع وهام باعتبار إن من يتولاه يمثل رئيس الدولة بكل ما في الكلمة من معني ( فالوزير لايستطيع إن يقوم باي نشاط في الجهة التي يشرف عليها الوالي الا بالتنسيق معه كما انه لايمكن للوزير إن يعين مسؤولا جهويا في القطاع الذييشرف عليه الوزير الابالتنسيق مع الوالى واذا وقع بين الوزير والوالي اختلاف ورفع إلى رئيس الدولة فانه يرجح كفة الوالي) لقد كان عثمان النغموشي رحمه الله ولانه ابن الشعب وينحدر من ولاية داخلية'(جندوبة) لاتختلف في ظروفها فقداتسم بصراحة فيها الكثير من المجازفة ولم يكن ذلك باليسيراوالسهل في ذلك الزمن فالكلمة تصل إلى الجهات الفاعلة مضخمة ومهولة ومضافا إليها وخارجة عن سياقها في سرعة البرق ولكن الله يسلم في اغلب الاحوال بالنسبة لعثمان النغموشي رحمه الله وربما ذلك يعود إن الرجل صادق وليست له اطراح مثلما هوالحال بالنسبة للكثير من زملائه سامحهم الله قلت انني لم احتك بالرجل بل لااذكر انني التقيت به ولاسعيت لذلك حتى لااظلم الرجل اذكنت اعود إلى تطاوينمسقط راسي في الصائفة لزيارة الاهل والاقارب واكتفي بذلك وحتى الانشطة الثقافية والدينية التي تقام في الجهة لم اكن ادع إليها تلافيا للحساسيات فقدكانت الفرص متاحة لي هنا في العاصمة والاقليم والمناطق القريبة منهما ومع ذلك فان من عملوا مع عثمان النغموشي رحمه الله يثنون عليه ويذكرونه بخير فالرجل قد يغضب ولكنه سرعان ما يعفو ويصفح ليس معنى ذلك انه لايخطئ وهومالم يدعه رحمه الله وذلك ماحبب فيه الغالبية من ابناء تطاوين فقد كان يعتبر نفسه واحدا منهم لايترفع عليه ولاتكادترى عليه سمت السيد الوالي المتعالي الذي يحيط نفسه بالمتزلفين ومااكثرهم بالامس مثلما هو الحال اليوم كان الرجل رحمه الله صريحا لايقول إن الأمور على احسن مايرام وهي ليست كذلك وكان يمكن لابناء الجهة ان يستفيدوا من ذلك فيسندوه ويدعموه ويلحوا في طلب حاجات جهتهم ومااكثرهامااستطاعوا إلى ذلك سبيلا وكان يمكن ان يعود ذلك بمردود ايجابي على جهتهم فالجهة لايدافع على مصالحها الاابناؤها وذلك وياللاسف الشديد مالم يتنبهوا إليه فقد ظلت الانقسامات تعصف بهم وبجهتهم كان في الفترة التي تولى فيها السيد عثمان النغموشي رحمه الله ولاية تطاوين برنامج تلفزي يحمل عنوان( ارضي وفاء ووعود )تعده الاعلامية القديرة هالة الركبي كان برنامجا يجوب ولايات الجمهورية وتشارك فيه الاطارات وعلى راسها والي الجهة تستعرض فيه مسيرة التنمية في كل ولاية يصور فيها هذا البرنامج الذي لقي نجاحا كبيرا ومتابعة واسعة في حلقة تطاوين من( ارضي وفاء ووعود) سالت هالة الركبي السيد عثمان النغموشي رحمه الله عن مختلف المواضيع المطروحة وهي اقتصاية واجتماعية وثقافية وو وسالته عن السياحة في تطاوين) والسياحة الصحراوية في ولاية تطاوين لها رصيد لاباس به ففاجاها بجواب لم تتوقعه قائلا لها '(اية سياحة تقصدين سياحة الميزيريا )هكذا قال ولم يتراجع عن موقفه معبرا عن حقيقة مرة تخفى معاناة يبدو ان الرجل كان يعيشها حيث لاحياة لمن ينادي ولم تكن مطالبه تجد ادنى تجاوب لدى المركز واقل من تلك الكلمة يمكن إن يعصف به ولايجد الا الشماتة حتى من الكثير ممن دافع عن مصالح جهتهم ولكن الأمور مرت بسلام والحمد لله بل إن الرجل انتقل من تطاوين ليتحمل مسؤولية اكبر في المركز لقد شدت صراحة السيد الوالي ليس فقط الحاضرين الذين لم يكن واحد منهم في جراته كما شدت جمهور النظارة الذين تابعوا الحصة خصوصا ابناء الجهة الذين يقيمون خارجها وبعيدا عنها وحتى اولئك الذين هم خارج ارض الوطن حيث ظلو ا كلما التقوا به يعبرون له عن اكبارهم واعجابهم بصدقه وصراحته
في الفترة التي عمل فيها عثمان النغموشي وال على تطاوين لم يكن فيها الانزل واحد متواضع شيد في سنوات التعاضد و المسؤول الوطني الوزير اوغيره عندما يزور في اطار عمله تطاوين تقام له مائدة الغداء تحت زيتونة كثيفة الاغصان وارفة الظل تقع خارج مدينة تطاوين وفي الغالب يقفل عائدا إلى العاصمة اوالى جربة في نفس اليوم كانت اقامة والي تطاوين في بناية شيدت في الأول لرئيس الجمهوريةوهي بذلك تصلح لاقامة أي مسؤول وطني يزور تطاوين قص لنا ذات مرة السيد عثمان النغموشي رحمه الله كيف انه واستعدادا لزيارة احد المسؤولين وقع اقتناء مستلزمات الضيافة '( بالطبع من خارج تطاوين) ومنها الغلال وكان الفصل فصل برتقال شاهد ابن صغير للسيد عثمان النغموشي امه تضع البرتقال الطومسون في الثلاجة فتحنن لامه قائلا ( ياحنانة طميسينة )وهذا إن دل على شيء فانما يدل على إن ولاة ذلك الزمان كان فيهم الكثير من الرجال الذين ادوا مهامهم على اتم الوجوه عفة وصدقا وتفان واخلاص لماانتقل السيد عثمان النغموشي رحمه الله للعمل في المركز وفي مسؤوليات رفيعة ودقيقة بعد التحول كان ايضا يعمل بنفس السمت وان كان عمله لم يعد يبدو للعيان واذكر انني وبعد مؤتمر الانقاذ للتجمع للدستوري الديموقراطي(جويلية1988) والذي وقع ضمي فيه إلى اللجنة المركزية بعد كلمة القيتها وصادف ان حضر الجلسة التي القيت فيها الكلمةالرئيس السابق زين العابدين بن علي( ريئس التجمع ورئيس الدولة) قال لي السيد عثمان النغموشي رحمه الله لما اعترضني بعد المؤتمر(لقد حلينا عليك الكتاب ياشيخ...) فهمت مايقصد قلت ولكن لاباس قال لي لاباس فقلت الحمد لله وما قصده وفهمته هوذلك الظن المقصود أو غير المقصود من طرف الغالبية والذي فيه التصنيف والذي مع الاسف حال دون الاستفادة من العديد من الطاقات الوطنية المخلصة لبلا دها وشعبها رحم الله اخانا عثمان النغموشي واسكنه فراديس جنانه وانا لله وانا إليه راجعون