ألم يعلن الشعب التونسي الثورة على الديكتاتورية؟ ألم يطالب بالحرية والديمقراطية فلما جاءت قبلها وارتضاها؟ أليس من أسس الديمقراطية ومن مظاهرها صناديق الانتخاب هي الحكم ،والحكم والسلطة تشريعية وتنفيذية توضع بيد الأغلبية ؟ فإذا قدمت الأغلبية في السلطة التشريعية قانونا ونوقش في جو ديمقراطي وزكته وصادقت عليه الأغلبية ورأت المعارضة الشعبية في القانون ما يضرها ،ومايسد الأبواب في وجه مصالحها ،وما فيه من عدوان على روح الديمقراطية والحرية فهل الطريق الذي على المعارضة السير فيه للطعن في ذاك القانون يكمن في ندوات صحفية وخطب الزعيق والصياح والسب والشتم وكيل الاتهامات في وجوه الأغلبية أم أن الديمقراطية الواعية النظيفة الطاهرة من رذائل لعنة السياسة توجه المعارضين إلى مجادلة القانون بروح القانون والالتجاء إلى المجلس الدستوري للطعن في شرعيته؟ يؤسفني أن أرى وأسمع في وطني المعارضة بأطيافها تدق طبول الرفض وتملأ الأجواء بخطب الصياح والاتهام والزعيق لتحريك الغوغائيين البسطاء في الشوارع ضد القانون؟ هل بهذا يتحقق في تونس الأمل والأمن والعمل ؟ أسأل وأحب أن أفهم