كتب: رضا الملولي (بقلم الوفاء والمحبة والصدق) يوم 19 جوان 2009، أي منذ 10 سنوات افتقدنا وإلى الأبد قامة أدبية وبحثية مديدة ممثلة في الأخ الأكبر محمد الصالح الجابري رحمه الله...أتذكر بمرارة تلك الأيام العصيبة صلب المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم، كان الجابري على أهبة الاستعداد لحمل الجزء 24 من الموسوعة إلى بيروت لطبعها هناك، أنجز منها مجلدات ضخمة و كان المشرف الرئيسي على اصلاحها و متابعة انجازها…لم يتيسر له السفر لألم شديد في القلب وأدخل المصحة المشؤومة التي لم يخرج منها إلا باتجاه مقبرة سيدي الجبالي بأريانة....كان يمزح باستمرار عندما كنا نجلس سويا بمعية محمد أحمد القابسي ويُحدثنا عن قلبه المريض الذي يحوي كما يقول «فلسة» -بكسر الفاء- وكان عليه تبديل البطارية لكنها استمرت معه أكثر من عشرين سنة دون تغيير إلى أن حصل المكروه،،،،،،،آخر سفرة جمعتنا كانت لحضور مؤتمر وزراء الثقافة العرب بدمشق ضمن وفد الالكسو وكم ضحكنا و شربنا و كان في صحة جيدة سمحت له بالتجول ساعات على القدمين،…ندخل سوق الحامدية مرورا بالجامع الأموي إلى أن نصل باب تومة حيث يتجمع مسيحيو دمشق و تجارهم،،،قبل وفاته لا انسى صورتين: ليلة اجرائه للعملية كان تعبا جدا ويتنفس بصعوبة وفي الغرفة كانت حاضرة حرمه وابنته و ابنه و قد توجه الى ابنه بقوله وكان يعنيني: هذا أخوك فلا تتردد في استشارته والإستئناس برأيه…أما الصورة البشعة فكانت عندما دخل غرفة العناية المركزة ولم يستفق وتوقفت كليتاه عن الاشتغال حرصت بمساعدة طبيب أعرفه على رؤيته ويا ليتني لم أفعل،،،دفناه عشية ال20 من جوان 2009 وبكيناه بحرقة لا تعادلها إلا حرقة ضياع منظمة الألكسو عندما أشرف عليها آنذاك عزيز بن عاشور الذي اهتم بتشذيب شاربيه أكثر من اهتمامه ببرامج المنظمة، وكان الجابري رحمه الله يمقت أمثال بن عاشور من المزيفين وأتذكر قهقهته في نزل البيت الابيض عندما تذكرنا قبقاب بن عاشور داخل مكتبه الذي يلبسه لحظة الوضوء….لن ننساك أخي العزيز…كنت رجلا شهما وجنوبيا أصيلا.... صبرا جميلا لابنك و لأحبائك….