أخبار تونس – أحيت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) في موكب رمضاني الاربعاء الماضي بفضاء المكتبة الوطنية بتونس العاصمة، أربعينية الكاتب والباحث الراحل محمد صالح الجابرى، بحضور السيد محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للالكسو وعدد كبير من الادباء والاعلاميين وبعض أفراد من عائلة الفقيد. وأبرز مدير الألكسو في كلمته بهذه المناسبة الإساهمات القيّمة للرجل في المجال الثقافي عامة وفي المجال الأدبي بالخصوص، فمثلما أدار محمد صالح الجابرى الشؤون الثقافية باقتدار، برع كذلك في مجال التأليف الأدبي والفكري على حد السواء وفي عدة مجالات أخرى مثل المقال الصحفي والبحث الجامعي والاكاديمي. ويعد محمد صالح الجابرى من المكثرين في ما يتعلق بالكتابة الابداعية والتأليف الفكري عموما، إذ بلغ عدد تآليفه 16 كتابا اعتنى فيها بالفنون والآداب والعلوم، وسعى الى مواكبة أهم التحولات التي شهدها المجتمع التونسي المعاصر. ومن مؤلفات الجابري يمكن ذكر: “يوم من أيام زمرا” و”البحر ينثر ألواحه” و”ليلة السنوات العشر” في الرواية، و”إنه الخريف يا حبيتي” و”الرخ يجول في الرقعة” في القصة، و”دراسات في الادب التونسي” و”الشعر التونسي المعاصر والادب الجزائري” في ما يتعلق بالدراسات. كما أشرف الراحل على عدة بحوث من أهمها “موسوعة اعلام العلماء والادباء العرب والمسلمين” التي صدر منها 19 مجلدا الى غاية وفاته وذلك تحت اشراف الالكسو، بالاضافة الى اسهاماته في الكتابة للتلفزيون وللسينما من خلال اقتباس بعض اعماله الروائية الى الشاشة الكبيرة. وسعيا الى ابراز القيمة الادبية للرجل وثقافته الموسوعية، انتظم ببهو المكتبة الوطنية قبيل اختتام الموكب الرمضاني، معرض وثائقي يمثل مؤلفات محمد صالح الجابرى، وتضمن المعرض أيضا صورا لمختلف مراحل حياته الادبية والمهنية. وكان الراحل محمد صالح الجابري قد ولد في الجريد (بتوزر) سنة 1940 وتنقل في تعلمه بين الرديف وتوزر وتونس حيث درس في الجامعة الزيتونية في فترة الاستقلال. وتنقل الجابري بين عدة جامعات عربية ونال درجة البكالوريوس في اللغة والآداب العربية بجامعة بغداد،وفي بغداد بالذات بدأ يتلمس طريق الكتابة الادبية، إذ كان قد عرف كشاعر في البداية. ورابط من جديد في جامعة الجزائر (بكلية الآداب) فتحصل منها سنة 1980 على شهادة الدراسات المعمقة ثم في سنة 1987 حصل على شهادة الدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية. لينتهي به المقام في تونس من جديد وينقطع الى التدريس والتأليف وتقلد بعض المهام الادارية، فنال عديد الاوسمة والشهائد التقديرية داخل تونس وخارجها تتويجا لعطائه التربوي والمعرفي الغزير.