"المُقَدَّس والمَسرَح في العِراق القَديم : نُصُص دراميّة مِن الألفين الثالث والثاني قَبْل الميلاد صَدَرَ مؤخرا عن دار ديار للنّشر والتوزيع في تونس كتاب "المُقَدَّس والمَسْرَح في العِراق : نُصُوصٌ دراميّة مِنَ الألفين الثالث والثاني قَبْل الميلاد" للكاتب المسرحي العراقي الدكتور "ماجد الأميري" الذي عَلَّقَ على تلك النّصوص الدراميّة بَعْدَ أن نَقَلها إلى اللغة العربيّة . وقد وَقَعَ الكتاب في 252صفحة قياس 15/21سم ، وصَمَّمَ غلافه الفنان العراقي "كريم سَعدون". تَضَمَّنَ الكتابُ بَعْدَ المُقَدِّمة ثمانيةَ فصول هي :1-المُتَخَيَّل الدرامي الهارب مِن التاريخ!!،2-أغاني كهنة الكَالا /سرنام كالا،3-لَعْنَةُ أكاد(ثأر الإيكور)،4- أيّوب السُّومَري،5- أيُّوب البابلي،6-"حكاية صديقين" التيوديسيّة البابليّة،7-مأساة خَراب سُومَر وَأور،8- مأساة خراب أور. ونقتطف مِنَ تقديم الدكتور ماجد الأمير لكتابه: "إرتبط ميلاد هذه النصوص الدراميّة بعنفين متلازمين، أحدهما خارجي كامن، والثاني داخلي بائن. يتصل الأول بعنف التسمية والتصنيف والحكم، الذي كان خاضعاً في موضوعه للمجتمعات المغايرة للمجتمع الغربي، المالك لجميع شروط القوة والتحكّم - وعلى رأسها قوة التحكّم في إنتاج الخطاب حول الآخر – المنظور إليه من موقع المتحكَّم فيه. فبرغم تجربة الاختلاف والتمايز، وربما بسببها، ظلّ العنف عالقاً في الأذهان بمختلف أوجهه ودرجاته ودلالاته. حاضراً لا يرتفع ولا يُرفع في العلاقة بالآخر، وفي النظرة إلى الغير بثقافته ورموزه وبناه التعبيرية والجمالية. مشكّلاً بذلك بعداً أساسياً للعنف، إن لم نقل البُعد المؤسِّس. فكان تعريف هذه النصوص في الحقل الأركيولوجي كما في الترجمة، وعلم الأدب والنقد، محكوماً بسياقات هذا الميلاد. خاصّة وإنّ العدّة السياسية أو "الآيديولوجية" التي تمّ توظيفها في التصنيف ارتبطت بمعايير الدولة / الدول المسيطرة ومنظومتها التصوّرية، التي لم يفلت الباحثون اللاحقون – العرب على وجه التخصيص – من أسارها ! كما لم يألوا جهداً يذكر في مساءلتها، أو مراجعة معاييرها، أو تقييمها تقييماً علمياً ، رغم الجهود والإجتهادات الضيّقة المبذولة في هذا المضمار.ممّا جعل هذه النصوص أسيرة للتصنيفات المغلوطة والتسميات المجحفة الحاملة طيّ ثناياها مشروعاً وغايات تسوّغ أهدافاً معيّنة، وبالتالي تتحكّم في "حقيقتها الموضوعية". فقد حجبت "الإقليمية الغربية" – بمصطلح جورج بلانديه – حقائق تاريخية ساطعة عن الأنظار. وكرّست – بخصوص المسرح – نوعاً من الوهم لا يمكن محوه بسهولة، بتوظيف النظرية الأدبية للبويطيقا الأرسطية توظيفاً بارعاً، عبر انزلاق ماكر للآليات والمعاني – لاسيما وأن شعرية أرسطو عاينت الأدب بمكوناته المختلفة معاينة مفصّلة أكثر من معاينتها المسرح كمنظومة رمزية متكاملة – لها سياقات متدرجة ومتزامنة ومتجاورة ومتراكبة، ولها ما يماثلها ويُحاكيها، بل ويسبقها بعقود طويلة. ولو قاربنا دائرة نصوص هذا الكتاب باعتبارها مفتتحاً للمآل المسرحي المعروف بحسب الكرونولوجيا الغربية ذاتها – أي الطريقة المعروفة للجميع – من الأغاني التي تؤديها جوقة المغنيين والعازفين، فيحمدون فيها الآلهة ويشكرون نعمتها ويصلّون ويتضرعون لأجل تسكين غضبها، بترديد المقاطع الشعرية بالتناوب فتهدأ قلوبها على الناس والمدن، لوجدنا أن "أشعار كهنة الكَالا" الرافديّة التي تعود أقدم نسخها إلى الفترة البابلية القديمة (2000- 1500ق. م)، لا تختلف كثيراً عن أشعار الدايثرامب (Dithyramb) الإغريقية التي تعود إلى أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع (برزت هذه الأشعار إبان عصر الطغاة حيث كانت المسابقات الديثرامبية تمثل ملمحاً مهماً من ملامح أعياد الديونيسيا الكبرى)، وكانت تؤديها جوقة من المغنيين أيضاً باعتبارها جزءاً من طقوس وشعائر دينية تروي سير الآلهة وقصص حياتهم تمجيداً وتقديساً يعتمد على السرد والرواية...". و يُمكِن اقتناءِ هذا الكتاب في العاصمة التونسيّة مِن مكتبةِ "الكتاب" –شارع الحبيب بورقيبة، ومكتبة"المعرفة"-ساحة برشلونة،ومكتبة "بوسلامة"-باب البحر،ومكتبة "العيون الصافية"-وراء وزارة المرأة، وفي أريانة مِن مكتبة "العين الصافية" بالمنزه السادس.، وذلك بِخمسةٍ وَعشرين ديناراً تونسيّاً للنسخة الواحدة.