من أغرب ما قرأت هاته الأيام، مقالا يقدم فيه صاحبه مقترحات للتثبت من إسلام المترشح للانتخابات الرئاسية، تكاد تصل لحد المطالبة بالشق على قلبه و تفحص مدى صدق اسلامه و ايمانه ! أقول في هذا السياق، بأن شرط ان يكون المترشح مسلما لا معنى له في حد ذاته في ظل دستور ينص في فصله الأول و بقية فقراته على كون الاسلام هو دين الدولة التونسية و الغالبية الساحقة لشعبها و الذي لا يجوز بالتالي لأي جهة ان تشرع ما يعارضه أو يتنافى مع أحكامه. من ناحية أخرى، قرات ما خطه اديب السياسة لدى الاسلاميين، في محاولة مكشوفة و مفضوحة لزرع صورة متطابقة بين السادة عبد الكريم الزبيدي و لطفي ابراهم في لاوعي القراء وإن كان الظاهر و الذي يعبر عنه العنوان عكس ذلك... أما المضمون ، فيظهر السيد الزبيدي كمرشح فارغ على حد وصفه و دمية يمكن لأي جهة ان تستخدمها و تتلاعب بها! في الحقيقة، هي وجهة نظر، تعبر عن خوف وخشية ملازمة للاسلاميين ، تؤثر في جل مواقفهم و ارائهم ، جعلتهم يفشلون فشلا ذريعا في الوفاء لمتطلبات ثورة لم يشاركوا فيها بل تسلموا مسؤولية ادارتها عقب اندلاعها، فترددوا و هادنوا وساوموا بدعوى برغماتية وواقعية لم تنتج سوى الفشل الذريع و ارتداد القوى الديموقراطية للحصون الدفاعية الخلفية. الآن، هم يريدون ويطلبون من قواعدهم و من شعب تونس ، ان يعيش و يتبنى مخاوفهم و هواجسهم و ان يختار وفق معاييرهم الحذرة و المبالغة في الهلوسة و الريبة ،في حين ان معايير غالبية الشعب الكريم في واد اخر و متعلقة بالاستحقاقات الاقتصادية و الاجتماعية و الحد من البراكاجات والجرائم اليومية وخدمة البلاد بكل صدق وجرأة وشجاعة بعيدا عن سفسطة وثرثرة بعض المرشحين للرئاسية وعن الحسابات السياسوية والحزبية الضيقة. ناشط سياسي مستقل