جاءني صديق خليجي وأعلمني بما يشبه اللامبالاة أن زوجته أنجبت له بنتا هي الثالثة ونحن هنا نسمي أبا البنات (بو السعود) فهنأته وقلت له أنت أسعد الناس ثم حدثته عن تجربتي الشخصية التي استخلصت منها بأمانة أن بناتي أرحم بي من أولادي فاولادي طيبون ولا ألومهم لكن طبع البنت الحنون ورقتها تجعلها أكثر برا بأبيها وأقرب عياله منه…ثم حدثت صديقي عن صاحبين لي أولهما مقاوم للاستعمار من قفصة رفيق كفاح الزعيم بورقيبة عندما أصابه المرض وأقعده في شيخوخته لم يجد سوى بنته الوحيدة فأوته وأكرمت مثواه وتوفي رحمه الله وهو في بيتها و بين يديها وهو أب لخمسة ذكور كلهم اطارات عليا متزوجون.....يمرون على بيت أختهم (وصهرهم زوجها) فيسألونها من الشارع كيف حال الوالد؟ ويمرون بسياراتهم معهم زوجاتهم!!! والصديق الثاني أحد المقربين جدا من بورقيبة عمل معه نصف قرن ولديه ثلاثة أولاد كبار موظفون محترمون وبنت واحدة عاشت معه وهي متزوجة وتوفي لديها وكان يقول لي يا أحمد لا أتجرأ في بيوت أولادي أن أفتح الثلاجة خوفا من نظرات زوجاتهم ....ولكني أفتح ثلاجة ليلى وأختار ما أشتهي. سبحان الله شعرت حين قصصت تجاربي على صديقي الخليجي بدمعتين تبللان خديه وقام مسرعا فسألته الى أين قال سأشتري لزوجتي النافس أنفس هدية وأقبل بنتي الثالثة أحر قبلة حمدت الله فاحمدوه معي يا من رزقكم الله بناتا إنهن كنوز...