من تتهيا له زيارة بعض بلدان غرب افريقيا'(السنغال ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا..)أو يلتقي ببعض ابنائها من الشيوخ سواء كان ذلك في البقاع المقدسة أو في مالايزال يعقد من مؤتمرات وندوات يصاب بالعجب والدهشة الشديدة لما يلمسه لدى هؤلاء الافارقة من تعلق بكل مايمت إلى الثقافة الاسلامية بصلة بداية باللغة العربية والكثير من هؤلاء شدوا الرحال الى البلدان العربية لمواصلة دراستهم في جامعاتها الدينية بالخصوص(الزيتونة والقرويين والازهر وكلية الدعوةوالجامعة الاسلامية في المدينة...)وعادوا منها إلى بلدانهم ليقوموا بالتدريس والتوجيه والارشاد ولمع نجم هؤلاء وبرزت من بينهم ثلة لفتت الانظار وكانت محل اعجاب وتقدير كل من استمع إلى ماشاركوا به في الملتقيات (كملتقى الفكرالاسلامي بالجزائر الذي ظل يعقد لسنوات عديدة)والمؤتمرات التي تنتظم هنا وهناك والدروس الحسنية الرمضانية التي يحتضنها القصر الملكي سنويا وتنقلها القنوات التلفزية المغربية مباشرة وتعيد بثها على مدار العام من بين من تعرف عليهم جمهور المشاهدين والمتابعين لهذه اللقاءت واعجب بهم شديد الاعجاب الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله واسكنه فراديس جنانه عرفت ابراهيم محمود جوب رحمه الله والتقيت به في عدة مناسبات في العقدين الماضيين وربطتني به علاقة اخوية وروحية فهوتلميذ نجيب لشيخ الاسلام ابراهيم نياس رحمه الله العالم الذائع الصيت الذي تجاوز اشعاعه بلادالسنغال وبلدان غرب افريقيا ليمتد إلى العالمين العربي والاسلامي وله أتباع يعدون بالملايين وتلاميذ هم في الحقيقة علماء اعلام ومفكرون كبار يعدون بالمئات لعل ابرزهم الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله الذي نال اعجاب كل من استمع اليه وجلس إليه خلقا رضيا وعلما واسعا وفصاحةوتمكنا من لغة الضاد التي يرتجلها بدون تلعثم أكثر من خاصة ابنائها(اعني الشيوخ والدعاةمن الاصول العربية وخريجي الكليات والجامعات العريقة) ينطلق الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله في مداخلاته وسرعان ما يشد إليه الاسماع لسلاسة عباراته وروعة استدلالاته من مخزون حفظه الثري قرانا كريما يحفظه عن ظهر قلب واحاديث نبوية واثارا واشعارا جميلةيدغدغ بها المشاعر ويرتقي بمستمعيه في اجواء روحية وسبحات واشراقات هي ولاشك ثمرة لترقيه في مراتب السلوك التي ينسب الفضل فيها لشيخه واستاذه شيخ الاسلام ابراهيم نياس رحمه الله ارتبط الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله بعلاقات ود ومحبة مع الكثير من العلماء والمفكرين خصوصا الذين وجد لديهم نفس المشرب الذي نهل من معينه العذب فانجذب اليهم وانجذبوا إليه وذلك هو مالمسته فيه وعرفته منه فكنا إذا التقينا تجاذبنا اطراف الحديث حول مناقب وماثورات اصحاب هذه الأحوال الربانية المحمدية وكان كل مرة القاه فيها الا ويعبر لي عن حبه و تعلقه الشديد بالشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله الذي جمعته به ملتقيات وندوات ومؤتمرات عديدة فكان يروي لي البعض مما كان يدور بينهما من احاديث حول هموم الامة وواقعها ويستعرض بعض ماعلق في ذهنه ورسخ في حافظته من اشعار الشيخ الوالد وتجلياته وتاملاته وامداحه للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وشكواه إلى الله من احوال مختلف فئات الامة التي حادت عن نهج الاسلام (إلى الله اشكو قصيد طويل في مائتي بيت وهي من اخرما نظمه الشيخ قبل وفاته وكانت تنشر تباعا في مجلة جوهر الاسلام وتضمنها بعد ذلك ديوانه الذي يحمل عنوان مع الله) كانت بين الاستاذ محمود جوب وبين الوالد رحمهما الله علاقات حب شديد وكانت لهما احوال واسرارالله وحده هومصدر مددها فقد كانايختليان ببعضها على هامش المؤتمرات التي يحضرانها وكان الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله يحرص عليها استفادة واسترشادا بالشيخ الحبيب رحمه الله الذي لم يبخل عليه بالنصح والتوجيه وخصه بخالص دعواته حكى لي الصديق الاستاذ الطاهر بوسمة وهو لم يتعرف على الوالد في حياته انه التقى في احد مواسم الحج بالاستاذ ابراهيم جوب رحمه الله وكان مدعووين من طرف وزارة الحج وتجاذبا اطراف الحديث وهما في دار الضيافة فجرى ذكر الشيخ الوالد رحمه الله فقص الاستاذ ابراهيم للاستاذ الطاهر قصة وقعت له مع الشيخ ذات مرة وهما في احد ملتقيات الفكر الاسلامي بالجزائر قال الاستاذ ابراهيم قال لي الشيخ المستاوي (يابراهيم عندما تعود إلى السنغال ستعرض عليك من اعلى هرم السلطة خطة رفيعة فلا تقبلها)والشيخ الوالد رحمه الله لم يزر السنغال قال الاستاذ ابراهيم (وكان الأمر كما ذكر وتصرفت وفق ما نصحني به الشيخ المستاوي) وبعد مدة تبين لي ان الخير كان فيما اشاربه علي الشيخ رحمه الله فسبحان الله( وللشيخ وقائع عديدة من هذا القبيل يرويها بدقة وتعجب من ربطتهم بينهم وبين الشيخ صلة وعلاقة ولاعجب في الأمر فللشيخ احوال مع ربه لم يكن يعلنها ولايتحدث بها) إن الاستاذ ابراهيم محمود جوب رحمه الله العالم والداعية الكبير والخطيب الفصيح المتمكن من اللغة العربية ماهو الا نموذج لعشرات بل مئات من اولئك العلماء الاعلام الافارقة الذين يدافعون عن الاسلام واللغة العربية في تلك الربوع النائية من بلدان افريقيا ماوراء الصحراء والذين تربط بيننا وبينهم وشيجة العربية لغة القران ووشيجة الاسلام الحنيف(عقيدة اهل السنة والجماعة ومذهب الامام مالك وطريقة الجنيد السالك) وشائج يعضون عليها بالنواجذ و لايجدون منا سندا يذكر فتحية حارة لهم لانملك غيرها ودعاء إلى الله بالرحمة الواسعة لمن قضى نحبه منهم و نخص في هذالمقام الاستاذ ابراهيم محمود جوب و دعاء لمن ينتظر منهم بالثبات ودوام التوفيق انه سبحانه وتعالى سميع مجيب