كمية الحقد التي ظهرت في تونس بعد 14 جانفي لم نعرفها من قبل ...ولم تكن موجودة بهذه الكيفية الجهنمية والرهيبة في مجتمعنا وانظروا حولكم وسوف لا ترون إلا وحش الحقد يصول ويجول بكل جسارة ووقاحة وخساسة ودناءة و يتمظهر في مظاهر لا تعد ولا تحصى لعل أبرزها هذا الكم من الجرائم وعمليات الثأر والانتقام وتصفية الحسابات التي تجتاح المجتمع ... وكأننا بعد 14 جانفي نزلت علينا لعنة الإخوة الأعداء فأصبحنا على شفا حفرة من نار ...وها أننا نحترق بطرق مختلفة ...وصور مختلفة ...وأساليب مختلفة ...وبدرجات مختلفة ... وما الرئيس زين العابدين بن علي رحمه الله وجعل مثواه الجنة مع الصديقين والأبرار والأطهار وكل من خدموا الناس وكانوا خداما لشعوبهم إلا ضحية من ضحايا الحقد ...لقد حرقته نار العداوة الغريبة عن مجتمعنا الذي دأب أن يكون طوال تاريخه مجتمع الرحمة والرأفة والتسامح ...فما ضر لو سمحوا له بالعودة الى وطنه وهو المسن والمريض والرجل الذي هزمه الغدر والخيانة ودارت عليه الأيام ...بالله عليكم يا أبناء وطني ...يا من سنموت جميعا ...ويا من تلعب بنا الأيام جميعا ...ويأكل من لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ...ما ضر ...ما ضر ...ما ضر لو تركوه يعود الى وطنه ويموت بين أهله ويدفن في تراب وطن لطالما دافع عن علمه ...رحم الله بن علي الجندي والرئيس والوطني والإنسان أولا وأخيرا...