ذات يوم سنة 1993 كنا أربعة دستوريين جمعنا المنفى مع محمد الصياح الذي زارنا في شقة مزالي بشارع فرساي كان المطر رذاذا على نهر السين كنت أنا و مزالي و الصياح و أحمد بن صالح و بدأ النقاش حول فكرة الصياح الذي قال: في المستقبل حين تحصل بلادنا على نصيبها الديمقراطي وهو قادم هناك مجال لحزب بورقيبي حداثي لكن بين أحزاب شرعية مختلفة و عارضه مزالي و أحمد بن صالح قائلين حرفيا: إن حزب بورقيبة سيموت مع بورقيبة مثلما مات حزب ديغول مع ديغول في فرنسا و علق الصياح بقوله: صحيح لكن ربما بقي فكر بورقيبة كعقيدة أساسية لكن التاريخ لا يعيد نفسه فالأجيال تتغير و الحياة تتطور و سنن التاريخ لا تتكرر. تذكرت هذا النقاش بين رجال كان لي حظ معرفتهم في زمن عزهم و زمن محنتهم نعم تذكرت هذه الجلسة عندما انتخب الشعب التونسي رجلين يوم 15 سبتمبرمن معدن مختلف لا صلة لهما ببورقيبة في تونس جديدة و الله أعلم.