أدانت المستشارة برئاسة الجمهورية سعيدة قراش الأوضاع السياسية التي وصلتها تونس قبيل الإنتخابات التشريعية التي اعتبرت أنها ستكون مصيرية في تحديد مستقبل البلاد، وأكدت في تدوينة نشرتها اليوم أننا اليوم نتخبط في دائرة ما أسمتها «اليتم السياسي»، داعية إلى الوحدة والتصويت بكثافة في الإنتخابات حتى لا تكون المفاجأة كبرى يوم إعلان النتائج…. وهذا نص تدوينة سعيدة قراش: يبدو انو ما نفهموه بقري الا بالكرشة حسب المثل الشعبي التونسي، و يبدو ايضا اننا شعب عاطفي في السياسة كما في الكرة تحدد وعينا الجمعي نهايات المسلسلات و الأفلام الدرامية مصريها و مكسيكيها و تركيها...نهوى البكائيات و نغرق في التفاصيل الجانبية و نهمل الأهم. الانتخابات التشريعية ستكون حاسمة لأكثر من المدة النيابية القادمة اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا و طبعا مجتمعيا. قليل من الموضوعية و العقلانية ضرورية لتحليل الأمور واستخلاص النتائج. العرض السياسي لعديد المترشحين ،الا القليل النادر، اما انه يتمترس وراء الخطاب الهوياتي المغلف بالشعارات الثورية او انه خطاب ماضوي دينيا او سياسيا او انه مغرق في التصور الجمعياتي للعمل السياسي الحزبي او انه خطاب فاقد لكل تأسيس واقعي يأخذ بعين الاعتبار المشاكل الحقيقية و التناقضات الداخلية و الخارجية و محدودية هامش الفعل السياسي بجوانبه المتداخلة في مداها الآني و المتوسط و البعيد. في مطلق الأحوال هذه المداخل لا يمكن ان تشكل بدايات حلول بل بالعكس هي مداخل لاستمرار الأزمات. لا وجود لعصى سحرية فقط يجب توفر رؤى واضحة و عملية و تمايز بين مستويات التدخل و تحقيق الأهداف. يعني ما هو ظرفي و ما هو استراتيجي و على المدى البعيد. المرحوم الباجي قايد السبسي كان استثناء، في ظل انقسام حزبه و تشتت كتلته و محدودية صلاحية رئيس الجمهورية في النظام السياسي التونسي، نجح في ان يكون اللاعب الرئيسي شخصا و مؤسسة، لا ارى غيره قادرا على ذلك مستقبلا، برحيله رحل آخر السياسيين الحقيقيين. الآن علينا ان نخرج من دائرة اليتم السياسي و ان نتحمل مسؤولياتنا تجاه هذا الوطن. توحدوا و تخلصوا من فوضى الحواس و الأفكار. انتخبوا بكثافة في التشريعية يرحمكم من في السماء و في الارض.
