عادة ما تظهر لنا الصور التلفزية القادمة من الجماهيرية أنصار العقيد معمر القذافي وهم يرددون «الله، معمر وليبيا وبس»! هذا الشعار استحضرته وأنا أستعرض ما فعله متوسط ميدان النادي الافريقي، خالد المليتي لانقاذ زملائه المتواجدين على مقعد البدلاء في أعقاب لقاء الأحد الفارط ضد الزمالك المصري عندما تحولت أرضية الميدان إلى طوفان بشري اختلط فيه الحابل بالنابل في حادثة «بوجلابية» الشهيرة فالمليتي ولانقاذ زملائه والمتواجدين على «دكّة الاحتياط» بصورة عامة تذكر بأنه يوجد منفذ (فلة) خلف مقعد البدلاء، سبق له أن خبره من خلال خوضه لمباريات سابقة في ستاد القاهرة عندما كان يحمل ألوان النجم الساحلي! وفعلا اهتدى إلى هذه «الفلة» حيث أمكن له قيادة زملائه وبقية أعضاء طاقم فريقه إلى برّ الأمان ولسان حال الجميع يردّد أسوة بأنصار القذافي. «المليتي، «الفلة» والعمال على الله»! اليونسي راس الهم: دادة عيشة»! بحكم تواجده على مقعد البدلاء باعتباره رئيس فرع كرة القدم ونظرا لما حباه الله به من تركيبة جسمانية (خمسة وخميس) فإن عبد السلام اليونسي تحول إلى ملجأ لجميع الجالسين على دكة الاحتياط للاحتماء به من لاعبين مثل: كريم العواضي وخالد المليتي وإطار فني: على غرار المدرب المساعد: لطفي الرويسي وأيضا المرافق حسن بعيو! ولكم أن تتصوّروا كيف كان سيكون الحال لولا «فلة» المليتي التي أنقذت الجميع؟ وخصوصا حال اليونسي لو اضطرّ الجماعة إلى خوض سباقات المسافات القصيرة أمام حالة الطوفان البشري؟ الذوادي والحذاء المفقود! بالاضافة للاعتداءات البدنية التي طالت السواد الأعظم منهم، فإن زملاء وسام يحيى فقدوا الكثير من أغراضهم بعد أن تعرضت حجرات الملابس للسرقة حيث فقد خالد السويسي على سبيل المثال جميع وثائقه الشخصية بالاضافة إلى هاتفه الجوال تماما مثلما هو الشأن لزميله زهير الذوادي الذي إلى جانب هاتفه النقال وبطاقة تعريفه ورخصة السياقة فإنه فقد حذاءه الرياضي الذي اشتراه حديثا. ولانملك إلا أن نقول لزهير «دفع الله ما كان أعظم»؟ اللاعبون يتذمرون! لم يخف لاعبو النادي الافريقي تذمرهم من رحلتهم إلى مصر، ليس بسبب ماحدث لهم في ستاد القاهرة فتلك ضريبة لاتخلو منها الملاعب، حتى وإن استغلها البعض لامتطاء صهوة «الحرية» على طريقة «بوجلابية»، وانما تذمر زملاء خالد السويسي كان مصدره رحلة العودة إلى تونس، إذ بالاضافة للمجهود البدني الكبير الذي بذلوه في مباراة كانت قوية على جميع المستويات والذي تعزز بمجهود إضافي في سباق «يا روح مابعدك روح»! فقد وجدوا أنفسهم في طائرة اختلط فيها الحابل بالنابل وغصت بخلق الله! وعسى أن يكون الدرس مفيدا، إذ تبقى الرحلات الخاصة هي الأنسب في مثل هذه المناسبات حيث تبقى راحة اللاعبين هي المطلوبة في المقام الأول.