قريبا وبعد ايام قلائل يهل علينا هلال شهر ربيع الأول الشهر الذي شهد ميلاد سيد الكائنات سيد الاولين والاخرين نبي الهدى والرحمة سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله واصحابه اعتاد المسلمون في ديار الاسلام على امتدادها وحتى خارج بلاد الاسلام و حيثما وجد مسلمون إن يخصوا شهر ربيع الأول باحتفالات تمتد إلى شهر ربيع الثاني تتخذ مظاهرمختلفة ولكنها تعبر كلها عن التعلق الشديد للمسلمين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم برسول الله عليه الصلاة والسلام وهو تعلق وحب متا ت من اكبار شديد لما جبل عليه هذا الرسول الكريم من كمال وجمال ياخذان بلب كل منصف متجرد ممن يستعرضون مسيرة حياة هذا الرجل العظيم الذي اصطفاه واجتباه ربه ليكون خاتم انبيا ئه ورسله الذين هم صفوة خلقه مصداقا لقوله جل من قائل "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" وكان سيدنا محمد هوصفوة الصفوة فهو رحمة الله لعباده بل هوالرحمة في كل ابعادها وتجلياتها انه الرحمة الشاملة الكاملة والتامة للناس كافة من يوم ولد وبعث بدين الاسلام والى ان يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي نقف عند ذكرى مولده كل عام نستلهم الدروس والعبر من سيرته وهديه والذي كتب فيهاالكاتبون ولايزالون على مر الازمان وبكل الاسا ليب ( تاريخا وسيرة وشمائل بما في ذلك القصة والمسرحية نثرا وشعرا وبمختلف اللغات لغات الشعوب الاسلامية وبقية اللغات) ومع ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل معينا لاينضب تجد فيه العقول والقلوب عند استعراض جوانب العظمة في شخصيتة التي لايمكن ان يدانيها اويقاربها في مستوى كمالها وجمالها احد من خلق الله اجمعين يجد الجميع ما يشفي غليلهم ويروي عطشهم ويدفعهم إلى اكباره واجلاله والتعلق الصادق الخالص به عليه الصلاة والسلام فهو بحق القدوة والاسوة الحسنة في كل عمل صالح وخلق رضي لايمكن ان يرد من سيرته العطرة وهديه القويم شيء وما ذلك الا لان من ادبه واحسن تاديبه هو ربه الذي خلقه وسواه واصطفاه واجتباه وجعل منه الانسان الكامل(الكمال البشري) وقال في حق خلقه الكريم "وانك لعلى خلق عظيم" و ليعلن على لسانه قوله جل من قائل "قل لهم . لمن يتبعونك" "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" الاتباع التام قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا ( البعض يقصرالاتباع في اداء الشعا ئرمن صلاة وحج.) وهو تقييد لاحجة ولادليل عليه لما اطلقه الله ليشمل كل ما ياتيه المسلم من اقوال وافعال ومشاعر مع الخاص والعام والصغير والكبيرومع الصاحب وغير الصاحب وفي كل الأحوال والظروف وهذا الاتباع والاقتداء بالكمالات المحمدية هو الفريضة العينية الغائبة في سلوك المسلمين افرادا وجماعات وبدون استثناء الاما رحم ربك وهو بعد اساسي بدونه لايصلح للمسلمين حال مهما رفعوا من شعارات وتلبسوا بمقدسات اذليس الايمان بالتمني ولابالتحلي ولكن الايما ن ما وقر في القلب وصدقه العمل والله تبارك وتعالى لاينظر إلى صور العباد ولا الى وجوههم ولكن ينظر إلى قلوبهم واعمالهم المسلمون اليوم أكثر من اي وقت مضى في حاجة ماسة إلى ان يلقوا على انفسهم فرادى وجماعات اين نحن من سيرة وخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ماناتيه وندعه من التصرفات ولاشك ان البون شاسعا والخرق في اتساع وتلك هي الازمة الحقيقية التي هي اصل وسبب كل الازمات التي تمر بها المجتمعات الاسلامية