في البداية ، فان المسألة غير متعلقة بشخص السيد الحبيب الجملي الذي لا أعلم عنه شيئا، بل بسيرته الذاتية و مسيرته السياسية التي لا تؤهله اطلاقا لتولي منصب رئيس حكومة يمكن أن يحظى بتوافق واسع و تشكيل حكومة قوية . السيد الحبيب الجملي ، مع كل الإحترام و التقدير لشخصه ، مهندس فلاحي ، عمل في الادارة العمومية و في القطاع الخاص ، كما تولى منصب كاتب دولة لدى وزير الفلاحة في حكومة الترويكا . اذا فالرجل لا يمتلك أي خبرة سياسية و لا مواقف معلنة لا قبل و لا بعد الثورة . مؤهلاته تتلائم أكثر مع منصب اداري أو لدى مركز أبحاث في علاقة باختصاصه ، لا أكثر و لا أقل ، لكن اذا علمنا أنه اختيار النهضة ، زال العجب و عرف السبب : بكل بساطة ، رئيس حكومة «قد اليد»، لا أعتقد بتاتا أن يحظى بأي تأييد من خارج النهضة و قلب تونس . يبدو أننا سائرون بقوة نحو اعادة الانتخابات رغم تكاليف العملية المادية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الجسيمة.