بلغت المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد مراحلها الأخيرة وسط تكتم شديد على الأسماء الوزارية المقترحة على الرغم من فصل مسألة هيكلة الحكومة التي ستعد مبدئيا 35 وزيرا. ووفق آخر التسريبات التي تحصلت عليها «التونسية» من مصادر عليمة فقد تم التأكد بصفة لا تدع مجالا للشك من حصول عضو الهيئة التأسيسية لحركة «نداء تونس» سليم شاكر على حقيبة وزارية ستكون على الأرجح وزارة التجارة. كما علمنا أن النية تتجه إلى إسناد حقيبة وزارة التربية إلى رئيس حزب «آفاق تونس» ياسين إبراهيم. وأبرزت مصادرنا أن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد أعلم الوزراء الذين اختارهم في تشكيلته الحكومية بإعداد تقرير من أربع صفحات كل في مجال تدخله من اجل إعداد بعد ذلك بيان الحكومة. وأكدت المصادر ذاتها أنّ رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية قد عارضت بقاء عمار الينباعي في منصب وزير الشؤون الاجتماعية على الرغم من الاتفاق مع مختلف الأطراف على مواصلة مهامه على رأس الوزارة. وطبقا لما روته مصادرنا فإنّ رئيسة منظمة الأعراف علّلت هذا الرفض بكون الينباعي قريب من النقابيين. وعلى صعيد آخر أشارت نفس المصادر إلى وجود تململ في صفوف الجامعيين و بعض النقابيين حول دخول توفيق الراجحي المحسوب على حركة «النهضة» إلى الفريق الحكومي الجديد في خطة وزير للتنمية الاقتصادية. وحسب مصادرنا فقد برّرت هذه الأوساط معارضتها ورفضها الشديدين للراجحي بعدم كفاءته وعدم حياديته باعتباره محسوبا على حركة «النهضة» وبأنّ الخطة الوزارية المعروضة عليه إستراتيجية وتهم مستقبل البلاد ولا يجب ان يضطلع بها شخص غير كفء وغير ملمّ بأمهات القضايا الوطنية ولا سيما منها التنمية الجهوية والتنمية الاقتصادية. ويشار إلى أن توفيق الراحجي كان قد اشتغل مع جمال الدين الغربي في خطة مستشار لما كان الغربي وزيرا للتنمية الجهوية في فترة حكم «الترويكا» مع حمادي الجبالي. وتجدر الملاحظة أن توفيق الراجحي كان قد تقابل أول أمس الأربعاء مع رئيس الحكومة المكلف. ومن جانب آخر علمنا أن السيد رضا بن مصباح الوزير السابق في عهد بن علي رفض منصب وزير الصناعة علما أنه كان قد شغل خطة كاتب دولة للطاقة ورئيس مدير عام لشركة فسفاط قفصة ووزيرا للتجارة ورئيس مدير عام «الستاغ» في الفترة الاولى التي تلت الثورة. وبحسب آخر المعطيات المتوفرة علمنا أن وزير الدفاع الحالي غازي الجريبي مرشح بقوة للمحافظة على حقيبة الدفاع في حكومة الحبيب الصيد غير ان التجاذبات السياسية والصراعات الحزبية قد تعصف به باعتبار ان حركة «النهضة» متمسكة بلطفي بن جدو في منصب وزير الداخلية وهو ما دفع الأحزاب إلى المطالبة بتغيير جذري في هاتين الوزارتين بعد الاتفاق على التجديد للجريبي وإبعاد بن جدو.