ما دفعني لتناولي هذا الموضوع ما كتبه أحد أصدقائي الأفاضل في تدوينة له و هو يتساءل عبرها بالقول " هل نحن أمّة عربية سافلة ذات رسالة فاشلة " وعليه أذكره بداية فقط بأنّ حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذة الغرب وإن جامعات الغرب لم تعرف مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه.. إن أوروبا مَدينة للعرب بحضارتها.. وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين.. فهم الذين علموا الشعوب النصرانية، وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان. نعم لقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة و أيضا.نقول هنا حتّى يدرك صديقي الفاضل أسباب انحدار الأمّة التي كان لها الفضل في نحت الحضارة الانسانية ومن الأسباب الرئيسية لانحدار أي أمّة هي تحديدا اهمالها لجودة تعليمها ونزاهة قضائها وحسن اختيار قادتها ومحاربة الفساد فيها؟.فهل لنا من جودة التعليم و نزاهة القضاء و حسن اختيار القادة و صدق محاربة الفساد. ما يضمن رقي الأمّة و عدم سفالتها وفشل رسالتها كما أتت بتدوينتك يا صديقي؟ وعليه نتساءل معا هل هذه الركائز تمّ احترامها و حتى أقنع صديقنا و صاحب التدوينة القائلة " هل نحن أمّة سافلة ذات رسالة فاشلة " نقول له لا و لن نكون كذلك يا صديقي لو اعتمدنا على هذه الركائز الثلاثة وهي حاكم عادل و عالم ناصح و عامل مخلص و لكن " لا يغيّر الله ما بقومهم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ".