أكدت مصادر موثوقة من داخل حركة النهضة ل«الصريح أون لاين» أن استقالة القيادي والأمين العام للحركة زياد العذاري مساء أمس جاءت كنتيجة حتمية لصراعات داخلية بين جيلين في داخل النهضة..هذا وتشير مصادرنا إلى أن الحركة تشهد منذ فترة حالة من «التململ» وعدم الرضا عن قرارات وتوجهات سارت فيها قيادة الحركة وتحاول بعض الأطراف الداخلية التشكيك فيها ورفضها علنا، وهي خلافات طفت على السطح حين خرج القيادي بالنهضة لطفي زيتون وتكلم بصراحة في الموضوع في رسالة مفتوحة وجهها إلى رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي… وتشير مصادرنا إلى أن الصراع داخل النهضة يتمركز اليوم بين محورين رئيسيين أو بالأحرى بين «جيلين» وبالتحديد جيل عبد اللطيف المكي ونور الدين البحيري والهاروني الذين يمثلون شق «الصقور»، وجيل زياد العذاري ولطفي زيتون وسمير ديلو الذين يشكلون شق «الحمائم»، ويتمحور الصراع أساسا في مسألة خلافة رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي لم يعد يسمح له القانون الداخلي بالترشح من جديد لرئاسة الحركة في مؤتمرها القادم واستوفى كل الفترات النيابية الخاصة برئاسة النهضة في أكثر من مناسبة. وتشير مصادر «الصريح أون لاين» إلى أن ما يسمى ب«شق الصقور» سعى منذ فترة الى «الانقلاب» على الغنوشي في اكثر من مناسبة ابرزها في المؤتمر العاشر الذي تم خلاله انتخاب الغنوشي رئيسا من جديد حيث تقدم اكثر من اسم لخلافته وتشير ذات المصادر إلى أن هذا الشق مازال يحاول التأثير داخل النهضة و«افتكاك» سلطة القرار من خلال نقد قرارات رئيس الحركة وخياراته علنا، ومحاولة التشكيك فيها ثم مطالبته بالاستقالة واعتزال السياسة وإجبار اكثر من شخصية مقربة من رئيس الحركة على الابتعاد والاستقالة.