نشر الناشط السياسي سمير عبد الله تدوينة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي حول استقالة زياد العذاري من كل المناصب داخل حركة النهضة وما تعكسه من صراع عميق بين جيلين. وفي ما يلي نص الرسالة: استقالة زياد العذاري حدث غير عادي ..هيّ القطرة التي أفاضت كأس الصّراع داخل الحركة بين شقّين يتنافسان على خلافة راشد الغنوشي : شق الحمائم ومن أهمّ رموزه زياد العذاري وسمير ديلو وشق الصّقور ومن رموزه عبداللطيف المكّي ومحمّد بن سالم.. النّظام الدّاخلي للحركة ينهي قيادة الغنوشي بانعقاد مؤتمر الحركة المنتظر في سبتمبر من السنة القادمة دون امكانية للتمديد.. الصّراع وخلافا لما يعتقده البعض ليس سطحيّا وليس " تبادلا للأدوار" بل صراع سياسي ومذهبي عميق بين تصوّرالجيل المؤسس للحركة الذي وضعها في دائرة الاسلام السياسي الاخواني وجيل جديد يطمح الى " تونسة الحركة" واعطائها بعد الحزب المدني.. رسالة استقالة العذاري أخرجت للعلن خلافات عميقة مع رئيس الحركة رغم كون العذاري هوّ ابنه الروحي المدلّل ..خلافات تتعلّق باستراتيجيّة الحركة بعد الانتخابات ونزعتها للتغول بالسيطرة على مركزي الحكم في باردو والقصبة ..وخلافات تتعلّق بالأساس بالنزعة " الدكتاتوريّة " للشيخ وانفراده بالقرار في علاقة مثلا بقائمات الحركة في الانتخابات الأخيرة أسطورة التنظيم الحديدي المنضبط والمتماسك بصدد التفكّك.. النهضة وطيلة نصف قرن احتكرت الاسلام السياسي في تونس ..وهذا الاحتكارأصبح مهدّدا ببروز تنظيم آخر ينتمي الى نفس المرجعيّة ولكنّه أكثر راديكالية وهو ما يسمى ب " ائتلاف الكرامة" .. الغنوشي بقي الخيط الوحيد الموحّد لتيّارات متنافرة داخل الحركة ..وبرحيله من مركز القيادة ..النهضة لن تكون النهضة التي نعرفها.. المشهد السياسي في تونس بعد زلزال الانتخابات مقبل على مخاض وتحوّلات كبرى لا مناصّ منها..