يوميا وكل صباح أجلس نحو ساعة ونصف في مقهى شعبي مع مجموعة من الأخيار والأبرار من أصدقاء العمر فاتعلم واطلع وازداد ثقافة ومعرفة وفهما للدنيا والوطن والعباد والبلاد ولكنني يوميا وانا في طريق العودة الى بيتي يصعقني سؤال كبير وخطير ويضربني على أم راسي بعنف وقسوة وهو طالما توجد في بلادنا كفاءات وخبرات واصحاب تجارب ومعرفة وحكمة وحنكة كهؤلاء الذين اجلس بينهم يوميا وكأنني تلميذ في حضرة اساتذة كبار فلماذا اذن بلادنا على هذا الحال من البؤس والضعف والانحلال والشقاء والحيرة ولماذا غرقت تونس العزيزة في شبر من الماء ولماذا ضيعنا الطريق والبوصلة وسبيل الرشاد ولماذا انتشرت المراهقة السياسية وسيطرت وطغت ولدينا كل هذه العقول النيرة والكفاءات وها أنا ساتعسف على اصدقائي واذكر البعض منهم بالاسم سأسميهم وانا اعرف انهم لا يحبون أن يكونوا تحت الاضواء اذكر منهم على سبيل المثال ودون ترتيب تفاضلي: الطاهر بوسمة وعادل بوصرصار وكمال الحاج ساسي وصلاح الدين المستاوي ومختار الشواري ومحجوب قرفالي والطاهر سريب ومحمد الشتيوي وعلي الطرابلسي وعامر قريعة وعبد الرحمان البوحريزي والهادي بالاخوة ورجب الحاجي والبشير الحميدي والحبيب بربورة وغيرهم انني كثيرا ما اتساءل كيف لبلاد فيها مثل هؤلاء الرجال من اصحاب العقول النيرة وهي تشكو من أمية وغباء وتفاهة وخبث اشباه السياسيين وكيف تتقاذفها الامية السياسية ذات اليمين وذات الشمال وكيف ضربها الخراب في صميم وجودها كيف وكيف ان "مخي وقف .و"سامحوني.