كل مرة تتهيا لي فيها زيارة البلد الشقيق ليبيا الا وحرصت على زيارة مدينة زليطن الواقعة على ضفاف البحر الابيض المتوسط شرقي طرابلس واضبت على زيارة زليطن على الاقل مرة كل عام انطلق من تطاوينمسقط راسي صحبة بعض الاخوة والاصدقاء في الصباح الباكر سالكا الطريق السريعة لا اتوقف الا لقضاء حاجة من حاجات السفر الى ان اصل الى زليطن وغالبا مايكون ذلك بعد الظهر وما ان اطل على مشهد سيدي عبدالسلام الاسمر رضي الله عنه بصوامعه الشاهقة وقبته الخضراء والساحة الفسيحة الواقعة عند مدخله الرئيسي حتى تعتريني حالة من الرهبة والخشوع والسكينة (شبيهة بتلك التي اشعربها وانا ازور المدينة على ساكنها افضل الصلاة وازكى التسبيم) لايمكن ان اجد لها تفسيرا سوى ان روحه الطاهرة و هي من( امرربي) ترفرف حول ضريحه رضي الله عنه مما ينعكس اثره على ما يحيط بالمقام وليس في الامر مايدعو الى الاستغراب فالارواح جنود مجندة ابادر بمجرد الوصول الى اداء الصلاة اما الفريضة اذا حل وقتها اوالنافلة اذا جاز فعلها ثم اقصد الضريح الطاهر لاداء واجب السلام اتوجه على اثره الى الله باخلص الدعوات والضراعات بكل خيرعاجل واجل لي ولكل اهلي واحبتي والامة واخرج من الضريح وانا في غاية من الانشراح والراحة النفسية والبدنية انسى بهما طول السفرة واتعابها ثم اتوجه الى المسجد الكبيراتنقل بين عرصاته وكثيرا مااصادف من اعرفه من الاصدقا ءالليبيين او التونسيين الذين يكثرترددهم على الزاوية الاسمرية وازور المكتبة الكبيرة الملحقة بالزاوية والمتضمنة لامهات المصادر والمراجع وغالبا ماتكون عامرة بالباحثين والدارسين من طلبة الجامعة الاسمرية التى تتكون من عدة كليات ويؤمها مئات الطلاب القادمين من البلدان الافريقية بالخصوص وتوفر الجامعة للطلاب كل