بدون الدخول في عبقريات التفسيرات و التأويلات هل أنّ السيد الياس الفخفاخ الذي اختاره رئيس الجمهورية - بعد التشاور كتابيا مع الأحزاب و الائتلافات و الكتل النيابية حسب ما يفرضه الفصل 89 من الدستور - هل هو " الشخصية الأقدر " نقول مباشرة يكفينا مناورات و حسابات حزبية ضيقة لأنّ لا الظرف يسمح و لا وضع البلاد يسمح خاصة أمام اشتعال كلّ المؤشرات بالأحمر، الاقتصادية و المالية و الاجتماعية و الأمنية و حتى الاقليمية و نطرح بالتالي سؤالا مركزيا مفاده هل ستكف الجهات السياسية عن المعارك ضد نواعير الهواء و تلتفت إلى مصلحة البلاد على أساس مناقشة برنامج الحكومة المنتظر لا على أساس " التبربيش الفارغ" و التيه في لفظ " الأقدر " على حساب مناقشة ما سيتضمن برنامج الحكومة الذي سيطرح على مجلس نواب الشعب و أيضا عدد الوزراء المقترحين و ما يمثله ذلك من عبء على كاهل المالية العمومية؟ لكن يبدو و أنّ المناورات بدأت بعد حسب ما رشح من آراء و مواقف حول تكوين الحكومة . فهذا " فيتو " من أحد الأحزاب إذا ما كانت الحكومة ستكون صغيرة العدد و كأني بصاحب جهة الفيتو يواصل تكريس منطق الغنيمة و يرى في تكوين الحكومة فرصة لتوزير أكثر عدد ممكن ربما من أتباعه على حساب اثقال كاهل ميزانية الدولة التي تشكو عجزا فادحا و هنا أسأل هل يمثل هذا المنطق و هذا الأسلوب في التفكير طريقا لخروج البلاد من عنق الزجاجة الذي تردّت فيه؟ رأي آخر يهدد حتى بالذهاب إلى اسقاط الحكومة و الذهاب إلى انتخابات جديدة و ما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من خسارة في الوقت و المال العام بصرف النظر عن الفراغ الذي قد تحدثه هذه " المغامرة " حتى لا نقول هذه المراهقة السياسية؟ و هنا نسأل أيضا ألا ينم هذا المنطق و يكشف النوايا على أنّ أحزابنا، للأسف، لا يهمها شأن الوطن بقدر ما يهمها شأن أحزابها و بالتالي أبهذا الأسلوب الأعرج في التفكير يمكن أن نعيد الأمل إلى الشعب الذي يقاسي الأمرين و رغم ذلك فهو صابر لا على وضع معيشته المتدهور بل و صابر أيضا على الحماقات و الابتزاز الذي يأتيه بعض السياسيين؟ هنا أختم لنقول – لأنّه أحيانا لا قيمة للكلام الكثير في ظل الأنانية المفرطة لبعض الأحزاب – و أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد أصاب المرمى و فهم هذه الأحزاب جيّدا حين ابتعد عنها برمتها و اختار شخصا ليس له تمثيل بالمجلس النيابي و هي رسالة في نظرنا بالغة و واضحة و جليّة تقرّ بعدم نضج هذه الأحزاب لاختيار أحد ممثليها ليكون رئيس الحكومة القادم و بالتالي استقالة السيد الياس الفخفاخ من حزبه تكرّس هذا التوجه لرئيس الجمهورية الذي يبدو فهم اللعبة جيّدا و خاطب الأحزاب باللغة التي تفهمها؟ فهل ستثأر هذه الأحزاب لنفسها عند عرض الحكومة على مجلس نواب الشعب؟عندها تظهر حقيقة هذه الأحزاب؟؟