ميز سبحانه و تعالى عباده على سائر مخلوقاته بالعقل و تعليمهم الأسماء ذلك العقل الذي اجتهد و اكتشف و اخترع على مر العصور و السنين و لا يزال ، لا بديل عنه ليوم الدين ، فقط ، يضيف الاسلام و لا يعوض و أؤكد : لا يعوض ، للعقل ، توكلا و دعاءا و مناجاة لرب عظيم ، قادر متى و أينما شاء أن ينصر عبده و أن يرفع عنه الهم و أن يرزقه و أن يشفيه و ان يحل عليه رضوانه أو غضبه ... ان طلب العون و الرحمة من الله جل جلاله لا يتعارض مع عقلانية ضرورية لفك ألغاز الحياة و مواجهة تحدياتها المختلفة و المتعددة و التي لم و لن يخلو منها زمان و لا مكان ، بل هما يتكاملان و يتزاوجان . في الخلاصة ، حذاري أن تستهزؤوا على سبيل المثال من صلاة الاستسقاء أو دعاء رفع البلاء و اللطف فيه و في المقابل حذاري أن تستهزؤوا من العقلانية و العلم و العلماء و ان كانوا غير مسلمين و لا مؤمنين . و طوبى في رأيي لمن جمع الإثنين : العلم و الاسلام . عمليا و في ظرفنا الحالي ، ندعو السميع العليم أن يرفع عنا بلاء الكورونا الشديد و في نفس الوقت نعمل و نفكر و نجتهد على الوقاية و العلاج . أعلم أن البعض سيستغرب من كلام يعتبرونه بديهيا و بسيطا و لكني أؤكد لهم انه ليس كذلك عند العديدين ممن يعتبرون الدعاء مجرد خزعبلات أو على نقيضهم ممن يعتبرون الاجتهادات العلمية غير ذي جدوى و لا قيمة أمام الدعاء أو من هم لا قناعة ثابتة و صلبة لديهم في أي اتجاه كان .