لا شك أن ملايين الأشخاص حول العالم، يشعرون بالحنين والشوق لأماكن أعمالهم، ولقائهم بزملائهم، وأجواء العمل، ولكن لديهم الآن عقيدة بأن ذلك صعب تحقيقه حاليا، وذلك رجوعا للإجراءات المتخذة حول العالم لوقاية الشعوب من الإصابة بالوباء المستجد كوفيد -19 والمعروف إعلاميا بفيروس كورونا، والتي تضمنت إصدار قرارات بالعزل المنزلي، ودفعت حكومات العالم الموظفين بالأعمال الإدارية لممارسة مهامهم من منازلهم. في خضم هذا الفضاء ظهر الشعر كي يؤدي دوره المفترض في مثل هذه الظروف.فالشاعر،غالبًا على سبيل المثال، ينتظر أن تستقر الظاهرة، أو تنتهي حتى يصوغها شعرًا. إنه أشد إحساسًا من غيره من المبدعين، يتأثر سريعًا بما يجرى حوله، فيسيل قلبه صورًا وإيقاعًا ومعاني؛ ليعبر عن معاناته ومعاناة مجتمعه. في الأردن حرك فيروس كورونا اللعين عواطف الشعراء، فنشروا قصائد لهم في الصحف والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي معبرين عن تضامنهم مع الناس في مواجهة هذا الوباء، ومقاومة انتشاره. من الشعراء الذين استطعنا الوصول إلى قصائدهم، ودراستها الشاعر إسلام علقم، ففي قصيدة ظهرت على الفيس بوك بعنوان» سيرحل كورنا .. ولكن» يؤكد بقوة ومباشرة أن فيروس كورونا سيرحل، بقدرة إلهية: لا شك كورونا سيمضي راحلًا والله رحمن رحيم. ويرى في هجوم هذا الفيروس فرصة للإنسان أن يغير من نمط الحياة، وأن يصحو ضميره،فيحسن من سلوكه؛ ويعود إلى طبيعته الإنسانية؛ فهو يحتاج أن يمضي عمره القصير في هدوء وهناء، وأن تخلو حياته ممن يفسدها: نحتاج أكثر للحياة بلا غبار المسرعين التائهين نحتاج أكثر من سقوط المجرمين نحتاج للعمق المسالم والقديم لكي نشمّ جذورنا نحتاج أن ننسى ثواني أو عصورا نحتاج أن يصحو الضمير فلربما نجد الحياة كما يناسب عمرنا عمرا ومهما طال في أحلامنا يبقى قصيرا ونرى الشاعر مكي النزال،وهو شاعر عربي من العراق، مقيم في الأردن يتوجع لما حل بالأردن وبخاصة مدينة إربد، ويتمنى أن يراها معافاة من هذا الوباء، ومشرقة وجميلة كالربيع؛ فهي المدينة التي لها فضل عليه، وعلى كثير من الشعراء؛ فلا غرابة أن يعلن الحب والوفاء لها: تعافي سريعًا وعودي لتنتظري عاشقيك سنأتيك جمعًا لننسمع منك نشيد الربيع وننشد نحن المحبة فيك مدينون نحن ولسنا نفيك هكذا رأينا تأثر الشاعر في الأردن بما بعثه فيروس كورونا من آلام في نفوس الناس، وأجساد بعضهم،وبما جره من تضييق على حرية الإنسان، وإجباره على البقاء في البيت، فسال قلبه شعرًا يعانق الإنسان، ويعبر عن آلامه وأحزانه، ويدعم صموده في معركة الحياة، ويدعوه إلى مواجهة هذا الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بعدو الإنسانية. سيبقى فيروس كورونا يلهب مخيلة الشعراء والفنانين في مختلف أقطار العالم وننتظر في المستقبل ظهور روايات وأغان ومسرحيات ولوحات تشكيلية تتغنى بانتصار الإنسان على هذا الوباء اللعين.راجين من شعراء تونس ومبدعيها التمترس خلف خط الدفاع الأول عن بلادهم عبر صياغة نصوص إبداعية تبعث في النفس راحة وطمأنينة.