انه لعزيز على انفسنا أن لا نتمكن هذا العام بسبب الكورونا التي فرضت علينا الحجر الصحي أن لانؤدي صلاة التراويح في المساجد جماعة كما جرت العادة وانه لمما يحزننا شديد الحزن ونحن لا نجمع إلى الصيام القيام بالقران في بيوت الله فيدخل علينا شهر رمضان المبارك فلا يكتمل لنا بهاؤه وروعته وروحانيته في بيوت الله التي سن الخليفة الثاني عمر الفاروق رضي الله عنه أن يجمع المسلمين على قارىء واحد يصلي بهم ويرتل لهم القران ترتيلا بعد أن رأى أن الناس قد تثاقلوا عن قيام ليالي رمضان وقد خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفرض عليهم القيام ولا يستطيعونه فخرج في الليلة الاولى والليلة الثانية ثم لم يخرج وصلى صلاة القيام في بيته جمع سيدنا عمر الناس غلى قارئ فمضت هذه السنة لايكاد يعترض احد إلا بعض الحرفيين النصيين القاصرة افهامهم والذين دابهم الخروج عن اجماع الامة وماراه المسلمون حسن رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما راه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن" ولله در الامام علي رضي الله عنه باب مدينة العلم الذي مر على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقارىء يرتل القران في قيامه بالمسلمين قال "نورت بيت الله بالقران نور الله قبرك يا عمر" وهكذا هي سيرة سلف الامة الصالح مع بعضهم البعض الدعاء بخير لبعضهم البعض اين منها ما نسمعه من البعض لمجرد الاختلاف في المسالة الجزئية الواحدة فذاك كاف لكي يرغوا ويزبدوا كانهم يملكون الحقيقة فلا حول ولاقوة إلا بالله هذه السنة العمرية وقد قال عليه الصلاة والسلام "من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها" مضت عليها الامة منذ عهد سيدنا عمر رضي الله عنه إلى العهد الحاضر لم تنقطع بفضل الله و"ما كان لله دام واتصل" على امتداد الزمان واتساع المكان في ديار الاسلام وخارج ديار الاسلام هناك في بلدان اروبا والامريكيتين وحيثما يوجد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهنا في بلاد الاسلام في مشاهد منعشة مليئة بالانوار والبركات يحرص على شهودها الكبار والصغار والنساء والرجال ولاشك أن الجميع لهم مع رمضان ولياليه ذكريات لاتنسى هذاالعام وبسبب الكورونا والحجر الصحي الذي يستلزم التباعد الاجتماعي يكثر التساؤل عن صلاة التراويح كيف ستكون وهل من حل لهذه المشكلة وهل يمكن في مثل هذا الظرف للمسلم أن يؤدي صلاة التراويح في بيته يتوالى صدور الفتاوى هذه الايام المجيبة عن هذا الانشغال المشروع وتاتي الاجوبة في شبه اجماع وهذا ماتضمنته البيانات الصادرة عن الهيئات الشرعية وعن عديد العلماء والمفتين ولجان الافتاء في وزارات الشؤون الدينيةومنها هيئة كبار العلماء والمفتي العام بالمملكة العربية السعودية والتي يهم رايها الكثيرين وهم بعشرات الالاف من المسلمين الذين يشدون الرحال كل عام لاداء العمرة في شهر رمضان ويتنعمون باداءصلاة القيام في الحرمين الشريفين ولايتمكنون من ذلك هذا العام بسبب الحجر الصحي لهؤلاء وغيرهم جاءت فتاوى العلماء في شبه اجماع بان المسلم الصائم لاينبغي له أن يترك صلاة القيام إذا تعطلت اقامتها جماعة في المساجد بل عليه أن يصليها في بيته مفردا اومع افراد اسرته والفقهاء استحبوا اقامتها في البيوت ادا لم يتسبب ذلك في تعطلها في المساجد وهو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تتخذ من يؤمها في صلاة القيام ممن يحفظ القران كما أن الفقهاء اجازوا بالنسبة لصلاة القيام أن يقرا من يؤم من مصحف إذا كان لايحفظ القران علما بان ذلك لايجوز في صلاة الفريضة على انه ليس من شروط صلاة القيام تلاوة كل القران من اوله إلى اخره بل يجوز القيام بما تيسر من السور وحتى الايات و"دين الله يسر" و"لا يكلف الله نفسا الا وسعها" واقامة صلاة التراويح في البيوت فيه تنوير لها بالقران قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تجعلوا بيوتكم قبورا" اي اجعلوا لها نصيبا من صلواتكم غير المفروضة ولا تجعلوها للأكل والنوم فقط ومن يدريك لعل الله يحدث أمرا فيزيل عنا الكورونا وغمة الحجر الصحي فنعود في القريب القريب جدا فنعودإلى بيوت الله ننورها بصلاة القيام وما ذلك على الله بعزيز ولله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون