قال رسول الله ص: «من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (البخاري). ومعنى «ايمانا» اي تصديقا بوعد الله تعالى، و»احتسابا» اي طلبا لوجه الله تعالى وثوابه. ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان. والتراويح: الصلاة التي يؤديها المسلمون جماعة بعد صلاة العشاء. وقد سنّها الرسول ص حين لى بأصحابه ليلتين او ثلاثا، ثم تركها خشية ان تفرض عليهم، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، فعلها الصحابة فرادى، حتى جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصلاة خلف ابي بنكعب رضي الله عنه . ذات ليلة من ليالي رمضان، ذهب النبي ص الى المسجد، وكان هناك عدد من الناس، فصلى بهم ثماني ركعات، ولما اصبح الناس تحدثوا عن هذه الصلاة. وفي تلك الليلة، اجتمع في المسجد اناس اكثر ممن كانوا في الليلة السابقة، فصلى بهم النبي ص ثماني ركعات: وتكرر ذلك في الليلة الثالثة. وفي الليلة الرابعة، اجتمع عدد كبير من الناس في المسجد، حتى امتلأ عن آخره. ولكن النبي ص لم يخرج من بيته في هذه الليلة، وظل الناس ينتظرون حتى حان وقت صلاة الفجر، فخرج النبي ص فصلى بهم صلاة الفجر، فلما انتهت الصلاة، نظر النبي ص الى الناس، وقال لهم: «أما بعد... فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت ان تفرض عليكم، فتعجزوا عنها» (البخاري). ومرت سنوات، وفي عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي شهر رمضان، دخل امير المؤمنين المسجد النبوي ذات ليلة، فوجد الناس يصلون صلاة التراويح، وكان منهم من يصلي وحده، ومنهم من يصلي في جماعة، فلما رأى عمر ذلك قال: إني ارى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل (أي من الأفضل ان يصلوا في جماعة واحدة وخلف امام واحد). ثم امرهم ان يصلوا جميعا في جماعة واحدة خلف أبي بن كعب رضي الله عنه فكانوا يصلون خلفه التراويح بعد العشاء. وفي ليلة أخرى من ليالي رمضان، دخل عمر المسجد، فوجد الناس يصلون خلف أبي، ففرح وانشرح صدره، وأثنى على طاعتهم ولكنه كان يفضل ان يصلي صلاة التراويح في الثلث الاخير من الليل في بيته» (البخاري). والتراويح جمع: ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام، وسميت بالتراويح لاستراحة المصلين عند ادائها بعد كل عدد من الركعات. وتصلى صلاة التراويح: ركعتان ركعتان، فلو صلى اربع ركعات كالصلاة المفروضة بتسليمة واحدة لم يصح. وتكون صلاة التراويح جماعة في المسجد او انفرادا بالبيت، ويفضل صلاتها جماعة في المسجد عند بعض الفقهاء، ويفضل صلاتها بالبيت عند بعض الفقهاء الاخرين. وبعض المسلمين يصلون التراويح احدى عشرة ركعة، وبعض اخر يصلي ثلاثا وعشرين، وبعض ثالث يصلي احدى واربعين.