في 2020 عصر السرعة و العلم و التكنولوجيا ، رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة كل حسب صلاحياته الدستورية ، يشتركان في مهمة أساسية و جوهرية يقوم و يتكفل بها ليلا نهارا تقريبا كل قادة و زعماء العالم ، ألا و هي جلب الأموال و الاستثمارات و اكتساح الأسواق الخارجية عبر اتصالات و سفرات و تنقلات مكوكية لا تنتهي واحدة حتى تبدأ أخرى . ماذا نفعل برئيس جمهورية أو حكومة ، يحمل كرادين المساعدات أو يقوم بزيارات ليلية لا فائدة ترجى منها ! ماذا نفعل برئيس جمهورية يخطب ثم يخطب ثم يخطب وان كان بعربية فصيحة أو ركيكة و أترك لكم حرية التوصيف ! نعم ، مهم أن يكون رئيس الجمهورية أو الحكومة ، نزيها و أمينا و شفافا ، لكن ذلك لا يكفي من أجل تغيير الواقع و انفاذ القوانين و دفع عجلة الاستثمار و الاقتصاد و توفير مواطن الشغل . رئيس الجمهورية أو الحكومة في 2020 ، هو بكل بساطة الممثل التجاري لبلده في الداخل و الخارج و هو أول من يسوق الايجابيات و الميزات التفاضلية التي تعج بها تونس و التي يمكن أن تستقطب رؤوس الأموال من شتى أنحاء العالم و هو الذي يحفز و يشجع رأس ماله الوطني و يدفعه للعمل و الاجتهاد و مزيد البذل و العطاء في مناخ من الثقة و الشفافية و التفاؤل و الاستقرار و الاطمئنان و بعيدا عن البيروقراطية و الاداءات المجحفة و الضرائب الشعبوية من قبيل الضريبة على الثروة المؤذنة بخراب الاقتصاد . المهمة التسويقية و التجارية أعتبرها أساسية و أولوية مطلقة للقيادة السياسية في وقتنا الحالي ، من دون نسيان بطبيعة الحال المهام الأمنية و الدفاعية و السياسية و حتى التربوية ازاء ما يشهده مجتمعنا من سقوط و انحطاط على عديد المستويات و في عديد المجالات و القطاعات . أتمنى و بعد انجلاء وباء الكوفيد 19 عن قريب بحول الله ، أن يساهم رئيس الجمهورية في ما ينفع الناس و أن يترك جانبا الشعبويات التي لا تغني و لا تسمن من جوع الى نهاية ولايته التي نتمنى له فيها و من ورائه لوطننا كل النجاح و التوفيق .