تابعت بالامس على الفضائية المغربية درسا من الدروس الحسنية القي في القصر الملكي سنة1991 بحضور الملك الحسن الثاني رحمه الله القاه احد علماء المغرب ومن كبار شيوخها علما وتقدما في السن وكان موضوع الدرس انطلاقا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاحسد إلا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلكه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله علما فهو يقضي به بين الناس) وصال هذا الشيخ وجال في كل جوانب هذا الحديث سندا ومتنا كا نه يغرف من بحر القى درسه ارتجالا لم يتلعثم كان واثقا من كل ما يورده كا نما يقرا ذلك من كتاب لايكتفي بنص واحد اونصين بل أكثر من ذلك في المسالة الواحدة يحقق القول ويرجح القي درسه في مجلس ملك معروف بعلمه وصرامته ومع ذلك فما رايت ولاحظت أن هذا الشيخ الجليل المهيب يلقي درسه وكأنه في حلقة درس من دروس حلقات العلم العادية كان يوزع نظره يمنة ويسرة غير مكترث بالكاميرا التي تصور درسه ولاحظت أن هذا الشيخ الجليل شد اهتمام الجميع بدون استثناء الملك ( الحسن الثاني وهو من هو علما ومهابة)وامراء ورجال الدولة مدنيين وعسكريين وسلكا ديبلوماسيا وعلماء. ما شعرت به وانا اتابع هذا الدر س هو البون الشاسع بين هذا الصنف من العلماء الذي اخذ ينقرض و الجيل الحاضر (ولااستثني نفسي منه) فاولئك العلماء الاعلام كانوا يملؤون السمع والبصر حفظا وفهما وتمكنا وتحقيقا وتدقيقا واستيعابا وشمولية لمختلف علوم الوسائل والمقاصد القوالب والشكليات والرغبة القوية في التصدر هي السمة البارزة في هذا الزمان ذكرني الشيخ المغربي المهيب الذي ينبض علما بشيوخ بررة من علماء الزيتونة مفخرة هذه البلاد والذين رحلوا إلى دار البقاء الواحد تلو الاخر دون أن يلتفت إليهم ويستفاد منهم الاستفادة القصوى تشهد على رسوخهم بعض ماتركوه مما القوه في اختام الحديث الرمضانية التي كانت تنتظم تباعا في النصف الثاني من رمضان في الجوامع الكبرى في تونس العاصمة و قد ضم نموذجا لها سفران جمعا دروسا لفضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله يحملان عنوان مجالس العرفان.