الباقيات الصالحات من أرقى صيغ التسبيح بعد الصلاة وقراءة القرآن العظيم , وقد خصها الله تعالى في محكم تنزيله بآيتين كريمتين ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) س الكهف 46 , ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ) س مريم 76 , وفي تعريف لصيغة التسبيح المقصود بها في الباقيات الصالحات جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها قول المؤمن " الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " (عن مالك ), وهي من أفضل الأذكار عند الله تعالى بعد الصلاة كما أمر بذلك ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) س البقرة 152 , (... ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) س العنكبوت 45 , والباقيات الصالحات أفضل أجر عند الله من المال والبنين الذين نعتهم بزينة الحياة الدنيا . وإذ أثنى المفسرون على الصيغة الواردة في الحديث النبوي الشريف رأى البعض منهم أن المراد بالباقيات الصالحات قد يكون أعم من ذلك ويشمل الأعمال الصالحة من العبادات ومن ضمنها الذكر بصيغ أخرى أمر الله تعالى بها كالاستغفار والصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم عقب كل صلاة وخارجها وهما من أفضل الأذكار وبالتالي قد يدخلان في مضمون الباقيات الصالحات التي هي خير ثوابا وخير مردا عند الله تعالى وقد تشمل ( والله أعلم ) كل عمل أمر به ويرضيه , نسأل الله السداد والتوفيق والهداية إنه سميع مجيب . الحمد لله أمر عباده بذكره في كل آن وحين عقب الصلاة وخارجها بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير إيمانا وطاعة وتقوى واحتسابا للأجر والثواب , ولمنزلة التسبيح عنده استفتح سبحانه وتعالى سبع سور من كتابه العزيز بالتسبيح ( الإسراء , الحديد , الحشر , الصف , الجمعة , التغابن , الأعلى ) وأمر عباده بالتسبيح في عديد الآيات مثل ( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ) س الحجر 98 , (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) ( ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) س ق 39 و 40 . وجاءت السنة المشرفة غزيرة بالحديث النبوي حول التسابيح على غرار : " أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا ا لله والله أكبر " , " خذوا جنتكم ... جنتكم من النار قولوا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات " ( عن مالك ) , " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " ( رواه البخاري ومسلم ), وفي فضل ( لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة, تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله أسلم عبدي واستسلم " ( رواه الحاكم ), " لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم " ( رواه ابن أبي الدنيا ), ومن أفضل التسابيح " سبحان رب العلي الأعلى الوهاب , لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " ( رواه أحمد والطبراني ) يقال قبل الدخول في الصلاة وقبل الذكر والدعاء . ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العلمين ) س الصافات , أحسن ما يختم به الذكر والدعاء قبل الصلاة والسلام عل النبي المصطفى وأحسن ما نختم به هذا التنويه المختصر لفضل الباقيات الصالحات عند الله تعالى, نسأل الله السداد والتوفيق والهداية إنه سميع مجيب , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم .