ذكرت وكتبت البارحة شيئا من فضائل الصيام مما كتبه الامام ابن قيم الجوزية في كتابه المشهور( زاد المعاد في هدي خير العباد ) وقد اخترت اليوم ان اذكر شيئا اخرمن كتابه الثاني المشهور بين العلماء منذ قرون وسنين المعروف باسم(اعلام الموقعين عن رب العالمين) وقد اخترت تحديدا فصلا منه جعله الشيخ رحمه الله تحت عنوان(عود الى فتاوى امام المفتين صلى الله عليه وسلم في الأطعمة) ولسائل ان يسالني لماذا اخترت هذا الفصل بالذات ؟ وفي الاجابة عن هذا السؤال اقول واذكر وانا من الآسفين ان تلاميذنا يمرون بجميع مراحل التعليم العام في هذه البلاد ولا يتعلمون ولا يعرفون شيئا شرعيا ذا بال في بيان الحلال و الحرام من انواع الطعام ولذلك تراهم عندما يشبون ويكبرون كثيرا ما يحتارون وما يتساءلون وكثيرا ما يتوجهون الى علماء الاسلام ليسالوهم هل هذا النوع من الطعام حلال ام حرام؟ فلو تلقوا تعليما رسميا مناسبا معتبرا في هذا المجال الشرعي الهام ولو في سنة واحدة من التعليم العام لما احتاروا كل هذه الحيرة العجيبة ولوجدوا في بعض دروسهم الرسمية عندما كانوا في سنوات التعلم والتحصيل شيئا من هذه الاجوبة المفيدة الضرورية النافعة للمسلمين في كل عصر وفي كل جيل... نعود بعد هذا التقديم الى الفصل الذي ذكرته في مقدمة المقال لنقرا فيه ان الشيخ رحمه الله قد قال(فلنرجع الى فتاوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر طرف من فتاويه في الأطعمة فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الثوم احرام هو؟ فقال لا ولكني اكرهه من اجل رائحته)رواه مسلم وساله ابو ايوب هل يحل لنا البصل؟ فقال عليه الصلاة والسلام (بلى ولكنني يغشاني ما لا يغشاكم) رواه احمد كما سئل عليه الصلاة والسلام عن الضب احرام هو فقال(لا ولكن لم يكن بارض قومي فاجدني اعافه)متفق عليه كما سئل عن السمن والجبن والفرا فقال عليه الصلاة والسلام(الحلال ما احله الله في كتابه والحرام ما حرمه الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه) اخرجه ابن ماجه كما سئل عليه الصلاة والسلام عن الضبع فقال (او ياكل الضبع احد)؟ رواه الترمذي وسئل صلى الله عليه وسلم عن الذئب فقال(اوياكل الذئب احد فيه خير)؟ ذكره الترمذي وقد سالته عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها فقالت (ان قوما ياتوننا باللحم لا ندري اذكر اسم الله عليه ام لا فقال (سموا انتم وكلوا) رواه البخاري وساله صلى الله عليه وسلم رجل فقال (اناكل مما قتلنا ولا ناكل مما قتل الله؟فانزل الله تعالى (ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)الأنعام 121 الى آخر الاية هكذا ذكره ابو داود وان الذي سال عن هذا السؤال هم اليهود والمشهور في هذه القصة ان المشركين هم الذين اوردوا هذا السؤال وهو الصحيح ويدل عليه كون السورة مكية وكون اليهود يحرمون الميتة كما يحرمها المسلمون فكيف يوردون هذا السؤال وهم يوافقون هذا الحكم ...وساله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اني اذا اصبت اللحم انتشرت للنساء واخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فانزل الله تعالى (يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا (المائدة 87/88) رواه الترمذي) (انظر الكتاب صفحتي (1151/1152) فهل تاكدتم وهل تيقنتم وهل اقتنعتم ايها القراء بلا شك ولا جدال كم ان تلاميذنا وشبابنا كانوا وما زالوا مظلومين ومحرومين عندما لم تبرمج لهم وزارة التربية شيئا من باب الحلال والحرام المتعلق بانواع الطعام في دين وفي شريعة الاسلام؟ وللحديث صلة ان شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله.