بمناسبة شهر الصيام وقرب موعد عيد الفطر، ظاهرة جديدة بدأت تطفو و تظهر في شوارعنا وأسواقنا في بنزرت (وربما تكون عامة على مستوى بلادنا) و لعلّها فنّيات و أساليب جديدة من " فنون " التسوّل و التحيّل – و ما أكثرها ببلادنا - للتأثير على المواطن من أجل " انتزاع " أكثر ما يمكن من جيبه من المال و ابتزازه بأساليب لا يمكن أن يشكك في صحّتها أحد. هذه الظاهرة تتمثل في انتشار بعض النّساء يزعمن أنهن «سوريات» و هن يتسوّلن و في حضنهّن أبناء صغار و قد وضعن أمامهن يافطة مكتوب عليها " عائلة سورية محتاجة للمساعدة " من أوّل وهلة يتحرّك في شرايينك دم العروبة وتقدّم ما يمكن تقديمه من مساعدة لمثل هذه الحالات الاجتماعية بل تشعر بمرارة على ما وصل عليه أمر أشقائنا السوريين إلى حدّ التسول بين الدول و لكن كثرة هذه الوجوه المنتشرة مثلا في مدينة بنزرت و في أكثر من مكان وخاصة الأماكن التي تعجّ بالمارّة و المتبضعين و قد لاحظت ذلك على سبيل المثال حالتين بمداخل سوق الخضر و الغلال صلاح الدين بوشوشة ببنزرت وحالة ثالثة أمام أحد الفضاءات التجارية الكبرى و باستعمال نفس الأسلوب و نفس اليافطة و نفس الطريقة في احتضان الأبناء - البعض منهم مازالوا رضعا - تدفعك للتساؤل حول مدى صدقية تلك الظاهرة؟ هل هي فعلا حالات اضطرتها الظروف الخاصة بالشقيقة سوريا للتسول أم هو أسلوب جديد و ابداع مبتكر لبعض " الشركات " التي تستثمر في مجال التسوّل ؟ كلّ ما نتمناه ألاّ يكون قد وصل الأمر بالأخوات السوريات إلى هذا الحدّ من الخصاصة و إن كان الأمر كذلك نلتمس من السلط الجهوية التدخل العاجل لإنقاذ شقيقاتنا السوريات من هذا الوضع و مساعدتهن ؟ و لكن إذا ما اتّضح الأمر أنّه لا يعدو إلاّ أن يكون نوعا من " التفليم " والتحيّل فتلك مسألة أخرى...