العرب معدن الزيف والكذب وهي أمراض يمكن علاجها لو أرادوا بشيء من الاستثناء الذي يؤكد القاعدة طالعت مقالا بموقع الصريح يتساءل فيه صاحبه عمن سيعيد للعرب مجدهم و بطولاتهم؟ وصادف نشر هذا المقال وفاة الأستاذ الشاذلي القليبي وهو الأمين العام السابق لجامعة العرب عندما كانت بتونس ثم رحلت عن تونس وكان بالإمكان الحفاظ عليها بتونس لولا الشطحات الغريبة التي صدرت عن نظام بن علي وعن الجامعة العربية أيام حرب الخليج الثانية عندما احتل العراق دولة الكويت فقمنا بتأييد الظالم المحتل ضد المظلوم البريء، وهذه الخسارة التي لحقت بنا كنا خسرنا قبلها أواخر السبعينات نصف ثروة الجرف القاري النفطية عندما عرض علينا القذافي تقاسمها فتمسّكت حكومة نويرة بحكم المحكمة الدولية الذي جاء لصالح الجارة ليبيا. ولا أحد حاسب في الخسارة الأولى ولا في الخسارة الثانية ولا حتى تساءل والشعب التونسي هو الذي دفع ثمن هذه الممارسات. هذا هو حالنا فكيف حال أمتنا العربية؟ إن الأمم إذا أصابتها انتكاسات مثلما حدث لألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية اعترفت الدولتان بالهزيمة واتخذتا منها منطلقا نحو البناء والإعمار وتجدد الاقتصاد وحالها الآن يشهد عليهما وصارا يقرضان العالم من فوائض خيراتهما. أما العرب فهم يحوّلون الهزائم إلى «انتصارات» حتى يخدعوا شعوبهم فلا حبيب ولا رقيب وتطوى الصفحات و تبقى الخداعات. ففي حرب 1948 لم يكن لإسرائيل جيش نظامي لكن كانت لها عصابات مسلحة (الماغانا) و(شتارن) برئاسة مجرم الحرب مناحيم بيغن وهي تضم 500 من جنرالات وضباط كبار مارسوا الحرب العالمية الثانية ولهم خبرة عسكرية عالية فهزموا كل الجيوش العربية فقال الحكام العرب (إن الأسلحة التي اشتريناها من بريطانيا كانت مغشوشة). وانطلت الكذبة على الشعوب التي رددوها واقتنعوا بها…. ثم جاءت حرب 1967 التي انتهت قبل أن تبدأ حين قام سلاح الطيران الإسرائيلي بتدمير الطائرات الحربية المصرية والسورية و الأردنية وبقي العرب دون غطاء جوي وهكذا انهزم العرب واحتلت إسرائيل سيناء والجولان و الضفة و غزة ومع هذه الكارثة لم يعترفوا بالهزيمة. ومنذ سنوات قليلة قام المرحوم محمد حسنين هيكل مصرحا بإحدى القنوات الشهيرة أن مصر لقنت في حرب 1967 درسا لإسرائيل لن تنساه أبدا. أما حرب أكتوبر 1973 والتي ينعتونها بالمجيدة والعظيمة و النصر المبين فقد فاجأ الجيش المصري فعلا الجيش الإسرائيلي وحطم جانبا من حائط برليف لكن الوضع انقلب حين حاصر الصهاينة الفيلق المصري و تقدمت الدبابات الإسرائلية يقودها المجرم إريال شارون عن طريق البحيرات المرة وكادت أن تصل إلى القاهرة لولا أن تدخلت أمريكا وأوقفت هذه الحرب حفاظا على ماء وجه العرب. واليوم أعلن السفاح نتنياهو عن عزم إسرائيل ضم غور الأردن و أجزاء من الضفة الغربية بعد أن كان ضم الجولان إلى دولته تحت عيون العرب وأسماع العرب ولا من شاف ولا من دري والنصر لنا . أمّا البركة فهي في إخواننا الفلسطنيين الذين رفعوا هذا الأمر إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية التي لم تجمع منذ تأسيسها إلى اليوم العرب على كلمة سواء بينهم والسلام.