دراسة تكشف: حوالي نصف شباب تونس يسألون الانترنات عن صحتهم الجنسية والانجابية    الطرابلسي يكشف موعد الإعلان عن قائمة ال"كان"..#خبر_عاجل    عاجل/ تضاعف في عدد الشبان المتقدمين للخدمة العسكرية    اقبال التونسيين بالخارج على الحجّ: 600 تسجيل في نهار واحد!    عاجل/ العثور على جثة كهل في غابة بهذه الجهة..    عاجل: تونس ضمن أسرع الدول نمواً في قطاع الفنادق بأفريقيا    بالصور: عودة يوسف المساكني الى تمارين الترجي    وصفها بال"مؤامرة": مرافق ياسر عرفات يكشف لأول مرة تفاصيلا صادمة عن وفاته..#خبر_عاجل    مواجهات وسماع إطلاق نار خلال اعتصامات في اللاذقية بسوريا    عاجل/ أعوان وإطارات بمؤسسة مالية عمومية متورطين في شبكة احتيال الكتروني.. وهذا ما تقرّر في شأنهم    علاش ما نَعطسُوش وقت النوم؟ الحقيقة اللي ما تعرفهاش    عاجل: الإفراط في الفرجة على الانستغرام والتيك توك يسبب ''تعفن الدماغ''    الصالون الدولي للانتقال الطاقي: اكبر تجمع مهني يجمع مختلف المتدخلين في القطاع الطاقي بتونس (الكنزاري)    الاعلان الرسمي عن انطلاق مشروع التهيئة العقارية للاراضي الفلاحية والنفاذ الى التمويل    نجوم الكورة يكتبو أسماء زوجاتهم على المريول... شنوة الحكاية؟    ميزانية الشؤون الدينية: كيف سيتمّ توزيعها؟    عاجل/ قوات الاحتلال تعتقل نحو 50 فلسطينيا..    شنوّا الفرق بين البرتقال المستهلك في تونس والموجّه للتصدير؟    "سينيماد" تظاهرة جديدة في تونس تقدم لعشاق السينما أحدث الأفلام العالمية    بيونة في ذمة الله: الوداع الأخير للممثلة الجزائرية    تصدر الترند: مسلسل "ورد وشوكولاتة" يثير جدلا كبيرا: هل غيّر المسلسل قصة مقتل الإعلامية شيماء جمال..؟    يوم 04 ديسمبر: مسيرة نقابية بمناسبة إحياء الذكرى 73 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك تدعو للتصدي لخطر الهندسة الاجتماعية الرقمية    لقاو نسخة نادرة من سوبرمان وبعوها في المزاد العلني بثمن خيالي!    نجمة الكوميديا الجزائرية 'بيونة' في ذمّة الله    وزير الصحة يعلن عن إجراءات عملية لتطوير طبّ الإنعاش في تونس    كأس العرب: المنتخب الوطني يتعرف اليوم على منافسيه في دور المجموعات    هل تحجب تونس بعض مواقع التواصل الإجتماعي؟ وزير تكنولوجيات الاتصال يُوضّح    تونس الثانية عالميًا في استهلاك المقرونة    تزامنا مع موجة البرد: نداء هام للمواطنيين وموزعي قوارير الغاز المنزلي..#خبر_عاجل    يوم دراسي بصفاقس حول المكتبات في واقع الذكاء الاصطناعي ... الفرص والتحديات" يوم الاربعاء 26 نوفمبر    من هو اليهودي؟    عاجل: هذا موعد ميلاد هلال شهر رجب وأول أيامه فلكياً    عاجل: تونس في مجموعة نارية بكأس أمم أفريقيا 2025! تعرف على خصومها!    عاجل: منخفض جوي أطلسي قادم لتونس غدوة..شنيا معناها    خليجي يمثل جريمة قطعه العضو الذكري لصديقه المصري وقتله    البطولة الاسبانية : إسبانيول يعود إلى طريق الانتصارات بفوز على إشبيلية    جائزة عربية مرموقة للفاضل الجعايبي في 2025    عاجل/ رئيس الجمهورية يتوعد: "الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء"..    عاجل: وزير التكنولوجيا تكشف آخر المستجدّات على'' البنك البريدي'' والموزعات الالية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..أمطار بهذه المناطق..    سيدي حسين: مداهمات أمنية تطيح ب"قطعون" وإيزي" والنقار" و"المهبول "كبار مروجي المخدرات    بعد تماثله للشفاء... الفنان أحمد سعد يكشف كواليس ما بعد حادث السيارة    سيف الدين الجزيري يتربع على عرش الهدّافين الأجانب في تاريخ الزمالك    شركات طيران تُلغي رحلاتها بعد ثوران بركان في إثيوبيا    بركان إثيوبي يثور بعد 12 ألف عام والرماد يصل دولا عربية    عاجل: أمطار رعدية وسيول محتملة في 7 دول عربية... تحت تأثير الطقس المتقلب    الصين تكشف عن مسيرة ثورية تصطاد الغواصات المختبئة في الأعماق    "اسم فنزويلا أكبر من أن يخرج من فمك".. كاراكاس ترد على مزاعم وزير الخارجية الإسرائيلي    ترامب يطلق إجراءات لتصنيف فروع للإخوان "منظمات إرهابية    تركيا تكشف تهريب 52 مليار دولار بسبب الرهانات غير القانونية    أثارت جدلا سياسيا وتشريعيا.. نهاية "وزارة ماسك"    الفتاوى الشاذة والهجوم على صحيح البخاري    مخاطر الانحراف بالفتوى    في ندوة «الشروق الفكرية» «الفتوى في التاريخ الإسلامي بين الاجتهاد والتأويل»    يوم علمي تكويني حول مرض السكري في القدم يوم الاربعاء 26 نوفمبر بمدرسة علوم التمريض بتونس    سينما المغرب العربي تتألّق في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوفل سلامة يكتب لكم: في الظاهر معركة على ليبيا وفي الباطن تأزيم الوضع للوصول إلى الانفجار المدمر
نشر في الصريح يوم 05 - 06 - 2020

عشرون ساعة من اللغط والمشاحنات والمناكفات وكم كبير من العنف اللفظي والاتهامات المتبادلة هذا تقريبا كل ما بقى من الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب ليوم الأربعاء 3 جوان الجاري وهذا كل ما بقى من المعركة البرلمانية التي كان مسرحها قبة البرلمان على خلفية اللائحة التي تقدمت بها كتلة حزب الدستوري الحر الرامية إلى إدانة التدخل التركي في ليبيا ورفض تركيز قاعدة عسكرية أمريكية في تونس لمراقبة الوضع على الأراضي الليبية وتحديدا التحرك الروسي في المنطقة .
لقد عاش الشعب التونسي وهو يتابع جلسة الحوار والنقاش حول الدبلوماسية الخارجية التي دارت في مجلس نواب الشعب ودامت لساعات طويلة مشهدا يشبه مشهد صراع الديكة وصراع الثيران الذي لم نخرج بعده بنتيجة تفيد الناس غير معركة وهمية لا معنى لها تشبه معركة طواحين الهواء وهي معركة أرادتها رئيسة الحزب الدستوري الحر حربا برلمانية لتسجيل النقاط على خصمها التاريخي حركة النهضة وهي معركة في ظاهرها للتنديد بالاصطفاف السياسي وراء المحور التركي القطري غير أنه في الأصل أرادتها لائحة منحازة إلى المحور السعودي الإمارتي المصري حينما قبلت بتعديل مضمون لائحتها بالتراجع عن ذكر إسم أي دولة من الدول الخارجية المتدخلة في الصراع الليبي ولكنها بعملية فيها الكثير من التحايل أحالت على قرار البرلمان العربي الصادر في شهر جانفي من العام الحالي في فقرته الأولى التي أشارت صراحة إلى التنديد بالتدخل التركي في ليبيا ورفضه إرسال اردغان قوات عسكرية هناك .
بعد ساعات طويلة من المهرجان الخطابي الذي جلب له أصحابه معجما مشبعا بعبارات الحقد والكراهية والإقصاء رفض التعايش لم نخرج بأي شيء مفيد ولا مثمر غير تعميق الخلافات وتوضيح الاصطفاف والولاء للمحاور بما جعل البرلمان يعيش حربا بالوكالة لما يدور في ليبيا.
إن المشكل الذي لم يتفطن إليه الفرقاء السياسيين وجند معركة اللائحة البرلمانية أن هذه الوثيقة ليس لها أي قيمة إلزامية للدولة التونسية ولا تتوفر على شرعية ملزمة ولعلها محرجة للطرف الحكومي ولمؤسسة الرئاسة التي قد يكون لها موقف مغاير غير أن أهميتها هي سياسية بالأساس في تسجيل النقاط ضد الخصم السياسيي لا غير بما يعني أن البرلمان كان من الأجدى به لو خصص كل الوقت الذي أهدره في مناقشة مواضيع أكثر أهمية وحيوية للشعب وتعود بالنفع المباشر على حياة الناس اليومية .
إن المشكل الذي غاب عن أصحاب اللائحة وكل الذين اصطفوا وراءها بدعوى رفض الاصطفاف وراء المحاور المتنازعة في ليبيا أن الدولة الروسية التي يقال بأنها تدعم في المشير حفتر وهو المحور الذي تدافع عنه عبير موسي ومن معها قد استدعت اليوم الجمعة 5 جوان فائز السراج لزيارة موسكو للتباحث معه حول مستقبل ليبيا وكل ما يتعلق بالعملية السياسية لإنهاء النزاع المسلح حيث نقلت وكالات الأنباء العالمية أن السفير الروسي لدى ليبيا " ايفان مولوتكوف " قد جدد في لقاء أجراه مع السراج دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني خلال اللقاء الذي جمعهما في مقر مجلس مدينة طرابلس وقد تطرق هذا اللقاء إلى حرص روسيا على دعم العلاقات مع حكومة الوفاق الوطني وحرص الرئاسة الروسية على تفعيل برامج التعاون المشترك وتحديث الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وخلال هذا اللقاء تولى السفير الروسي دعوة السراج لزيارة رسمية إلى جمهورية روسية الاتحادية حدد موعدها لهذا اليوم الجمعة 5 جوان الحالي.
ما أردنا قوله هو أن كل اللغط والهرج الذي حصل في المدة الأخيرة على خلفية المكالمة الهاتفية التي أجراها الغنوشي مع السراج لتهنئته بتحرير القاعدة العسكرية الوطية من قوات المشير حفتر والذي فهم منها اصطفافا وراء المحور القطري التركي والحال أن الطرف الروسي الذي يحسب على المحور السعودي الإماراتي المصري نجده اليوم يلتقي رئيس حكومة الوفاق الوطني ويسعى الى التوافق والاتفاق معه حول تسوية المرحلة المقبلة وبهذا اللقاء يتم إحراج الطرف الذي يدفع نحو التنديد بالتعاون مع السراج والاتصال بالحكومة الشرعية المعترف بها أمميا.
ما أردنا قوله هو أن ما دار في قبة مجلس النواب الشعب من خلاف حول التصويت على اللائحة التي قدمتها حزب عبير موسي هو في الظاهر رفض للاصطفاف السياسي وراء المحاور المتصارعة في ليبيا والتنديد بما حصل من اتصال مع حكومة السراج غير أن الأمر في حقيقته هو العمل على ترذيل العمل السياسي وجعل الناس تندم على أنهم قاموا بثورة والعمل على مزيد تأزيم الوضع السياسي وتلهية السياسيين بقضايا أخرى للوصول إلى حالة الارباك و الاضطرابات والفوضى والانفجار المدمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.