وزراء منتهيّة مهمّتهم يغادرون مناصبهم و يودّعون كراسيهم و يسلّمون المشعل بأياد مبسوطة ممدودة ثابتة و وجوه منبسطة مُشرقة هادئة ، و آخرون تصيبهم الرّعشة و تكاد دموعهم تنفجر و بشراتهم تزْرقُّ من شدّة حزنهم على مغادرتهم رقعة "لعبة السّلطة".... هؤلاء المتيّمون بدفئ و بهرج وسلطنة الكراسي والمصابون بفيروسات الحكم و عبادة أسراب مواقع الأيادي العُليا ، لا يطيقون ترك كلّ هذه "النّعم" الوقتية الزّائلة و تسليمها لغيرهم ، و إن فعلوا ، فعلى مضض ، معتبرين أنفسهم الأجدر و الأحقّ بها و كأنّ الكراسي التي ملؤوها قد صُنِعَت خصّيصا على مقاسهم دون غيرهم من خلق الله... أقترح على الدّولة أن ترحم هؤلاء المغادرين الباكين النّادبين فتهدي لكلّ منهم الكرسيّ الذي تعلّق به إلى حدّ العشق ليعود به إلى بيته و يبقى يتوهّم بأنّه لا يزال يأمر و يوقّع و يحكم ، لكن ، هذه المَرّة ، على رأس وزارة إفتراضية أعوانها و محكوموها لا يتعدّون أفراد أهل بيته ... فعاش من عرف قدره و رضيّ بما كُتِب له و إقتنع بأنّ المناصب ، كالحياة ، لا يمكن أن تدوم لأحد أكثر ممّا قُدّر لها أن تدوم.... و كما يقولون في بلاد الملوك : " مات الملك ، عاش الملك " ..... " Le Roi est mort , vive le Roi ".