أمام حضور جماهيري محترم لأكثر من 3 ألاف متفرج قدموا من كلّ حدب وصوب سواء بالكراسي أو بالمدارج حتّى لا يفوتهم عرض مسرحية " دوبل فاس " double face ". للثنائي كريم الغربي و بسام الحمراوي رغم أجواء الخوف من وباء كرونا إلاّ أن الجمهور أصرّ على الحضور لما يحتله هذا الثنائي من حب في قلب الجمهور و بالفعل حضور هذا العدد لم يذهب سدى باعتبار ما عاشه من أجواء منعشة أبعدته عن هموم السياسة المقرفة وهواجس الخوف من " كورونا " فكانت بالفعل سهرة الاسترخاء و سهرة الضحك و سهرة الامتاع. المسرحية للثنائي لكريم و بسام انطلقت على غير عادة العروض المسرحية و ذلك بعرض موسيقي قصير قدمته مجموعة من الشبان و الشابات و هم زي الجيش الأبيض، وهي عبارة عن تحيّة اكبار و اعتراف بالجميل للأطباء و كل العاملين في القطاع الصحي لما قدموه من تضحيات خدمة للموطن من أجل حمايته من هذا العدو القادم، لتنطلق بعدها المسرحية لحوالي ساعتين من الزمن صال و جال خلالها الممثلان دون كلل أو ملل و دون أيضا أن تنقطع الابتسامة بل رنين الضحكات العالية الصادرة عن الجمهور و الذي كان راض كل الرضا على المسرحية التي تناولت العديد من المواضيع الاجتماعية مثل عادات الزواج والنفاق السياسي و المعارك الهامشية لأهل السياسة دون الاهتمام بمشاغل المواطن الحقيقية فضلا عن تناول مآل الفنان بصفة عامّة الذي يفنى عمره لإسعاد الجماهير ليتم نسيانه عندما يتقدم في السّن كلّ هذه المشاكل تمّ التعرض إليها بطريقة ساخرة - و أيضا بكل احترافية -و لكنها في الحقيقة تدمي القلوب حيث عالجت المسرحية خاصة بعض المظاهر الاجتماعية و تحديدا أجواء حفلات الزواج و العادات المحيطة بها فضلا عن رسالة مفادها في المجال السياسي و أنّ تونس الجميلة و تونس المعطاء و تونس الحب و تونس السلام لا تستحق ما تتعرض إليه من قبل السياسيين الذين تجاوز خبثهم – حسب المسرحية – خبث الشيطان مما دفع هذا الأخير إلى اعلان إسلامه لعجزه أمام الخبث المتفاقم للسياسيين لتطرق المسرحية إلى الوضع الاجتماعي الذي عليه الفنان بصفة عامة و المسرحي بصفة خاصة و بالأخص نسيانه و تركه وحيدا يعاني و يصارع تقلبات الدّهر عند تقدمه في السّن و كانت رسالة تحمل الكثير من معاني الحزن و المأساة بالرغم من أنّ الأجواء العامة للمسرحية تدور في إطار الضحكة و النكتة و لكن تلك هي الكوميديا السوداء التي تضحك الجمهور و لكنا تؤلمه من الداخل. بعد نهاية المسرحية، التي دامت أكثر من ساعتين من الضحك الذي ملآ أرجاء الكراسي و المدارج و خاصة من قبل الأطفال الصغار الذين كانت ضحكاتهم تخترق فضاء مسرح الهواء الطلق بكل تلك العفوية، تمّ تنظيم ندوة صحفية مع الثنائي بسام الحمراوي و كريم الغربي و خلالها تعرض الاعلاميون إلى كثير من الجوانب في المسرحية جماهيريا و فنيّا و أداء و اخراجا و متممات مسرحية و قد أثنى رجال الإعلام في جلّهم على العمل و نجاحه للموسم الثاني على التوالي حيث أجاب كريم و بسام بكل أريحية على كلّ تساؤلات الاعلاميين التي كانت في مجملها تبعث رسالة واحدة مفادها الرضاء كل الرضاء عن العرض المسرحي و كان كل ذلك في جوّ من الارتياح لكلا الطرفين ( ممثلو وسائل الاعلام و الفرقة المسرحية بكل عناصرها ) مما أضفى على الندوة الكثير من الحميمية و بالتالي لا يسعنا إلاّ أن نقول " برافو..برافو " لكل من كريم الغربي و بسام الحمراوي و كل عناصر الفرقة بما فيهم منتج العمل السيد حامد الذي أشرف بنفسه على كل صغيرة و كبيرة خلال العرض و قبل العرض وبعد العرض...