احتضن المركز الثقافي الشمالي " الماجستيك " ببنزرت نقطة اعلامية و ذلك يوم أمس الثلاثاء والذي واكبته بعض وسائل الإعلام حيث سلّط خلالها مدير المركز، ضياء الفالحي، الضوء على مشروع "الماكينة" في المجال المسرحي حيث بيّن للحضور - الذين غصّ بهم الفضاء و من مختلف الشرائح العمرية – و أنّ برنامج الماكينة هو عبارة عن محضنة مرافقة للمجموعات الشبابية الهاوية و الناشطة في مجال المسرح و تقوم على تكوين و تأطير المجموعات المستهدفة و ذلك أكاديميا و تقنيا و فتح آفاق أوسع لهؤلاء الشباب المبدع قصد ابراز قدراته و ادماجه في خارطة الفنانين والمبدعين و ذلك عبر تكوين مجموعات من عدّة معتمديات من ولاية بنزرت، مبيّنا في نفس السياق و أنّ مجالات تدخل برنامج " الماكينة " يتمثل في تقديم الدعم اللازم للمشاريع المسرحية التي سيتقدم بها المشاركون في هذه الآلية و ذلك عبر توفير مخيمات تكوينية في اختصاصات مختلفة في المجال المسرحي مع توفير قاعات التدريب و المعدات التقنية الضرورية و أيضا توفير مؤطرين و مرافقين في كامل مسار الانتاج فضلا عن متابعة ميدانية غن طريق طبيب نفساني لتقييم التطور الذهني و الحسي و النفسي للمشاركين، هذا إضافة إلى المساعدة على مصاريف الديكور و الملابس و الأكسسوارات وبرمجة جملة من العروض للأعمال المشاركة و المساعدة على التوزيع عبر التكفل بمصاريف التنقل والإقامة. ومن ناحية أخرى بيّن السيد الفالحي و أن برنامج " الماكينة " هو مشروع مموّل من طرف الاتحاد الأوروبي و يهدف إلى تكوين و تأطير بين 60 و 80 شابا و شابة في مختلف تقنيات العمل المسرحي من تقنيات الممثل و الكتابة المسرحية و الرقص أو الالقاء و الاخراج و السينوغرافيا و الإضاءة و الصوت فضلا عن هدف ثان يتمثل في انتاج 8 مشاريع أعمال متكاملة و توزيع هذه الأعمال المنتجة في 5 مناطق مختلفة خارج ولاية بنزرت و في دور الثقافة التابعة للجهة مع امكانية تشريك هذه الأعمال في المهرجانات المسرحية، مضيفا أنّ برنامج الماكينة ينقسم إلى 3 مراحل و هي مرحلة اختيار المشاريع و ذلك بعد الاعلان عن الدعوة لتقديم المشاريع ثمّ مرحلة التكوين و المرافقة و تنطلق هذه المرحلة بإقامة مخيم تدريب بأسبوع يضم كافة المشاركين لتلقي تكوينا عاما في مختلف تقنيات العمل المسرحي. أمّا المرحلة الثالثة فستخصص لتقديم كل العروض التي تمّ انتاجها و ذلك في اطار منتدى تتم فيه دعوة مديري مهرجانات الهواة و شركات الانتاج المسرحي من أجل تسويق هذه الأعمال المنتجة. كما تمّ على هامش هذه النقطة الاعلامية تقديم نتائج اختبار تربص نظم لفائدة 8 شبان و شابات دام على مدى 5 أيام و ذلك بتأطار و مرافقة من الأستاذ المسرحي السيد عبد القادر بن سعيد قدّم خلاله منتوجهم المسرحي الذي سلّط الأضواء على كل " الأمراض " التي تعاني منها البلاد حيث أبدع كل عناصر العمل المسرحي في نقل هذه المشاغل بطريقة تتراوحت بين الهزل و الجدّية رغم أنّ كلّ عناصر المجموعة لم تطأ سابقا أقدامهم خشبة المسرح، ولكن التربص التكويني أتى أكله في ظرف وجيز نسبيا ( 5 أيام ) و الناحية الثانية الهامّة و أن مجالات اهتمام عناصر هذه المجموعة ليس متجانسة بالمرّة فتجد بينها المحامي ( فريد العقربي ) و صاحبة المطبعة (مها شنيوة ) و المروضة ( سميّة الجريدي ) و الطّباخ ( أشرف بن أكرم ) و التلميذ ( أحمد الشريف ) و أيضا الشبان و الشابات مروى النفزي و منال الفالحي و حكيم بن يوسف. في ختام هذه التغطية نعتقد جازمين أن مثل هذه المشاريع و المبادرات ستعيد للمسرح اشعاعه و تقطع مع العمل العشوائي و الرعواني في المجال المسرحي من أجل تكوين ممثلين و تقنيين و مخرجين تكوينا أكاديميا و ركحيا، في غياب تام للمؤسسات الرسمية التي تعنى بالمسرح والثقافة عموما.