لأول مرة بعد 20سنة تدير المسرح الوطني شخصية جديدة فما هي الآفاق المستقبلية للمسرح الوطني ؟ المسرح الوطني مؤسسة وطنية تلعب دورا هاما في القطاع العام و في المجال المسرحي وهي تسعى إلى التطور ووضع تصورات مستقبلية تندرج ضمن إعادة هيكلة القطاع العام في المسرح وربط الصلة بالمسارح الأخرى مثل مراكز الفنون الدرامية والمسرح الخاص والمسرح التجريبي. تسلمتم مهامكم في مرحلة حساسة ما هي أولوياتكم في المرحلة الراهنة؟ الأولويات علي المستوى الإداري تتمثل في تسوية الوضعيات المختلفة للأعوان و الفنانين والتقنيين بجميع أصنافهم المنتمين إلى المؤسسة. أما على المستوى الفني فتتمثل في فتح أبواب المسرح الوطني للمبدعين التونسيين للعمل داخل المؤسسة حسب مشاريع إبداعية ,كذلك فتح المجال للمبدعين الشبان المتخرجين من المعاهد العليا للفنون الركحية أو غيرهم للعمل في إطار أستوديو للتجريب يهتم بالمسرح والرقص. كيف ستتعاملون مع ملف المسرحيين الشبان وسبل تأهيلهم وإدماجهم في المجال المسرحي؟ هناك معاهد عليا للتكوين يتحصل المتخرجون منها على شهائد عليا أو إجازات يمكن للمسرح الوطني بفتحه لأستوديو التجريب أن يستقطب بعضهم للعمل داخل المؤسسة لانجاز أعمال إبداعية في ظروف قصيرة الأمد لا تتجاوز 6 أشهر على أقصى تقدير وعرضها سواء في القاعات التابعة للمسرح الوطني ومنها قاعة الفن الرابع أو توزيعها في الجهات المختلفة لذلك نسعى إلى ربط الصلة مع جميع الجهات لتوفير ظروف العرض حتى يخرج المسرح الوطني إلى الجهات. ما هي برامجكم بخصوص مراكز الفنون الدرامية والركحية في الجهات؟ أولا التنسيق مع هذه المراكز للعمل المشترك في مجالات التكوين وإعادة التكوين والإنتاج والتوزيع وبالتالي تكريس التعاون المشترك بين المسرح الوطني والمسارح الجهوية. ثانيا فتح فضاءات المسرح الوطني بتونس لمختلف مراكز الفنون الدرامية أو الفضاءات في الجهات لعرض الأعمال المنتجة في جهاتهم كذلك تمكين الأعمال المنتجة في المسرح الوطني من التنقل إلى الجهات للعرض في المسارح الجهوية. هل هناك تعاون بين المسرح الوطني والفرق الهاوية؟ يمكن أن يندرج التعاون في إطار التكوين وفتح ورشات عمل يشرف عليها مختصون لتأطيرهم حتى يكتسبوا دراية و حذقا للعملية المسرحية. هناك من الفنانين من تذمر من الإقصاء من المسرح الوطني فهل سيتم القطع مع ثقافة الإقصاء؟ كل مسؤول عن مؤسسة وطنية يقترح مشروع عمل وفق منهجيته الخاصة وتصوراته طبعا في إطار القانون وفتح المؤسسة الوطنية للجميع لكن الاختيار يتم وفق مشاريع تقدم وينظر فيها من جانب فني لاغير. هل سيكون هناك فصل بين السياسة والفن ؟ نعم نحن لا نطالب من الفنان في تعاطيه لفنه إلا أن يكون مستجيبا لقواعد الفن أما السياسة فهي شغله الفردي الخاص به الذي لا نختاره مكانه. لكن من دور المسرح نقد السياسة؟ المسرح نشأ وتواصل ناقدا للمجتمع وأساليب تسييره وعاداته و تقاليده وتطلعاته المستقبلية, فالمسرح فاعل في الحياة الاجتماعية لأنه يتناول المجتمع بالنقد ولكن هذا لا يعني أن القائم بالعملية المسرحية هو رجل سياسة فالشيئان مختلفان. ما هو موقفكم من العنف الذي يسلط على الفنانين والمؤسسات الفنية؟ نحن ضد العنف مهما كان نوعه ولا بد أن تفهم جميع الهياكل التي تصبو إلى الفعل في الحياة الاجتماعية والسياسية أن كل ما يندرج في مجال العنف سواء كان ماديا أو معنويا مرفوض. إن ما يتعرض له اليوم الفنان وقاعات العرض المسرحية و السينمائية يمثل تجاوزا كبيرا لأدنى مستويات التعامل الحضاري في المجتمع وهو ينال من حرية القول وحرية الإبداع وعموما لابد من التنديد بهذا السلوك ووضع العهود التي تلزم جميع الهياكل باحترام الفرد والجماعة ولا اختلاف في ذلك بين فنان وفنانة.