صيف هذه السّنة ، بالنّسبة لي ، ليس كسابق الأصياف... إنّه لصيف مملّ ثقيل عاقر طويل ، وجدت فيه نفسي ، على غير عادتي في مثل هذه الأوقات ، مجبرا على ملازمة البيت بحبال صوتية مكبّلة غافية صامتة ومشاريع فنّية جاهزة مسحوقة عاطلة وعزيمة مشحونة مهدورة مُفرَغة تالفة و كوابيس متداولة مُتعِبة حالكة ... أعلم جيّدا أن الظّروف غيْر الظّروف و أنّ "الكورونة" الملعونة وضعتنا في مأزق غير مألوف ، بلخبطة طبيعة و ثوابت عيشنا و إغلاق أبواب أرزاقنا و بثّ الشكّ و الحيرة فينا و الخوف ممّا قد يحدث لنا و لأهلنا لو طال أمد هذه الأزمة الخانقة الشّاملة و المصيبة العارمة التي حلّت بنا. لكن ، ربّما لهذا الذي يحدث لي هذه الأيّام من فراغ جدّ ثقيل و شلل مهنيّ شنيع سبب و معنى و دوافع و منافع لم تخطر ببالي المضطرب المتأثّر ، اليوم ، بمخلّفات هذا الوضع القاهر الإستثنائي المريع ... لذلك قرّرت أن لا أضيّع وقتي و أُتلِف جهدي في البكاء على الأطلال و الإستسلام لتبِعات هذا الحال . سوف أنأى بنفسي عن كلّ هذه الكوابيس وأفكّ هذه القيود المعنوية و أقطع هذه الأغلال ، مسخِّرا موهبتي و رِيشتي و قلمي لما هو أصلح و أنفع لي و لمحبّي فنّي و كتباتي... سوف أحارب " شياطين " شكّي و يأسي و أرمّم نقاط ضعفي وأجعل منها ، بعون الله و فضله ، منابع قوّة و نشاط و تفاؤل و إبداع... الحمد لله على كلّ ما أخذ و أعطى... و الشّكر لله الذي حبانا بنعم الإيمان و الصّبر و الحكمة والقناعة و التأمّل والأمل ...