بصراحة ، أعجبتني التّسمية "أوسكار ليبيا " وأسعدتني الفكرة و أبهرتني الحركة لما لها من حسّ حضاريّ ثقافيّ رقيق و إعتراف بتألّق المبدع التّونسي من طرف بلد شقيق. قاعة فخمة مزدانة كبيرة مكتظة بمئات الوجوه الفنّية و الثّقافية و الإعلامية الشّهيرة الجالسة حول طاولات مرتّبة مستديرة عليها ما ينبؤ بأنّنا في حفل عشاء و أفخم وليمة.... إنطلقت السّهرة بمقطوعات موسيقية من عزف فرقة تونسية ثمّ جاءت كلمة الإفتتاح من طرف منظّم المهرجان الذي رحّب بنا ، بإسم الدّولة اللّيبية ، ذاكرا إسم الفنّان لطفي بوشناق دون غيره من كبار الفنّانين الجالسين أمامه ! ثمّ واصل كلمته فبدت لي ، بكلّ وضوح ، و كأنّها من صنف تلك الخطابات الدّعائية السّياسية أثناء الحملات الإنتخابية... شعرت بنوع من الغضب و الإحراج و قرّرت الإنسحاب فورا من هذه المسرحية التي أسمّيها "مبايعة فنّية تونسية علنية " لطرف بذاته من طرفيْ النّزاع على الحُكم في الأرض اللّيبية.... و غادرت المكان متعلّلا بحاجتي الماسّة إلى "سيقْارة" خارج القاعة ثمّ عدت مباشرة إلى البيت... عندما تصبح ليبيا ، إن شاء الله ، دولة واحدة وحكومة واحدة وشعبا واحدا ، وقتها أكون سعيدا و معتزّا وفخورا بالحضور في أيّ مهرجان يقام بليبيا بالذّات ، ليبيا العزيزة التي يريدون تفتيتها و تركيعها و إبتزاز خيراتها .. ليبيا التي لن تتفتّت ، بفضل الله و بعونه ، ولن تركع و لن تحتاج إلى مثل هذه الخزعبلات "الأوسكارية" لفرض وجودها و إعلاء شأنها بين الأمم الحرّة المتنوّرة الأصيلة المثالية....