اعترافا بقيمته الفنية التي لا تضاهى ولا تقارن فلقد تم تكريم لطفي بوشناق في مهرجان أوسكار ليبيا للإبداع في دورته الثانية المهداة إلى روح الفنان الليبي القدير محمد حسن. ولقد تميز هذا الحفل التكريمي الكبير بالمحبة الغامرة لفنان تونس والعرب لطفي بوشناق الذي كان محل حظوة وإعجاب وتقدير كبير من طرف الجميع. وتدفق عليه الحضور من كل جانب لالتقاط الصور التذكارية ... وكان بوشناق يلبي الطلبات العديدة بصدر رحب وابتسامات عريضة وتواضع كبير فيما لم يلتفت الجمهور الى بقية الفنانين الذين بدا على ملامحهم التطاوس والتكبر . وهنا يكمن الفرق بين فنان صادق ومتواضع وآخر متكبر ...والفنان الكبير يبقى كبيرا بفنه وأخلاقه وتجاوبه مع الجمهور بالمحبة والاحترام والتقدير. ولقد حضر هذه التظاهرة الثقافية الفنية الكبرى بأحد النزل التونسية الفخمة عدد هام من نجوم تونس و العالم العربي لتكريم مبدعين من عدة دول عربية منها مصر ولبنان. ونذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الشاعر اللبناني الكبير طوني أبي كرم والفنانة مادلين مطر ونوال غشام ورشدي علوان وسفيان سفطة. لقد كان الحفل من حيث المضمون حفلا متميزا وكان من حيث الشكل ولم الشمل العربي حفلا متفردا ومبهرا حضره وزير السياحة روني الطرابلسي صحبة إلياس المناكبي ر.م.ع الخطوط الجوية التونسية... ورجال أعمال وإعلاميون وقنوات تلفزية ومثقفون عرب من عمانوفلسطين والجزائر ولبنان. لقد جاؤوا جميعا ليهتفوا بصوت واحد «يحيا الفن وتحيا الأمة العربية من خلال مبدعيها » . لكن هناك نقطة سلبية لا بد من ذكرها وهي عدم احترام المنظمين وقت انطلاق السهرة الذي تأخر بساعات طويلة مملة مما جعل الحضور يشعر بالملل والضجر...وأيضا «البودي غارد» الذي لازم الوزير كظله داخل قاعة العرض ويمنع كل صحفي يحاول أن يتواصل مع الوزير ! ...فمثل هذه الصور لا تليق بالفن ...وبالثورات العربية التي قضت على مثل هذه المشاهد السلبية ! ولقد كان الفنان لطفي بوشناق وفيا لعادته في كل مهرجانات وحفلات التكريمات العربية. حيث غنى للقدس وفلسطين أغنيته العميقة "صهول فلسطين" التي أعجبت الحضور. وجعلت أحد الشعراء الفلسطينيين يجهش بالبكاء... ولقد صفق الجمهور الحاضر بحرارة تعبيرا وتقديرا واحتراما لتاريخ فنان تونسي آمن الى حد العشق والى حد التوحد بأن قضية فلسطين هي قضيته الخاصة… التي يخجل من نفسه وفنه- كما قال لنا- إذا لم يعطها رحيق عمره ورحيق فنه. و يعتبرها من أولى أولوياته الفنية في كل المحافل الفنية والسياسية والدولية. فيما تشاغل وزير السياحة روني الطرابلسي عن الأغنية التي تتغنى بالقدس بالتعامل مع هاتفه الجوال في لقطة أثارت حفيظة أكثر من تونسي. ولاحظها بعض الضيوف العرب. ورصدناها جميعا بأم الأعين...وعند هذا الحد ينتهي التعليق !