نحن الذين أعدناه و بإستهتارنا و عِنادنا و غرورنا غذّيناه و قوّيناه و أيقظناه... إعتقدنا أنّنا هزمناه و قطعنا دابره ، نهائيا ، و من أراضينا أطردناه و عن شواغلنا أبعدناه و من مخاوفنا فسخناه... إغتررنا بنصرنا المؤقّت عليه ، فإحتفلنا و تباهينا و تفاخرنا بتصنيفنا ضمن البلدان التي نجحت في التّصدّي له و ربحت معركتها ضدّه و غلبَتْه... وها هو ، اليوم ، يعيد أنفاسه و يلملم جراحه و يجمع عتاده و عساكره ليعيد الكرّة و ينغّص علينا حياتنا و يجعلها مضطربة حالكة مُرّة... أنظر إلى شوارعنا و وسائل تنقّلنا و فضاآتنا التّجارية و الإدارية و الصّحّية و الإحتفاليّة و التّرفيهيّة ، فسوف تلاحظ غيّابا شبه تامّ للكمّامات و إحترام باقي جميع الإجراآت الواقية من عدوى هذه الفيروسات ، و كأنّنا شعب محصّن و ملقّح ، نهائيا ، ضدّ هذه الآفات !!!! نحن شعب لا ينضبط و لا يتعقّل و لا يتّعض بما فات.. و عندما ننتصر في معركة ما، نظنّ أنّنا ربحنا الحرب كلّها، و هذه هي إحدى نقاط ضعفنا و أسباب مصائبنا و تنامي جميع مشاكلنا التي لن تُحلّ ما دمنا نفكّر و نتصرّف هكذا !!!!!