ليس من عادتي تهويل الأمور لكنّ الواقع بإرهاصاته المريبة البيّنة يفرض على كلّ عاقل مسؤول أن يحتاط لنفسه و لمن حوله من إستفاقة ذلك الغول الجرثوميّ العائد الهاتك المجنون الذي إعتقدنا أنّنا هزمناه ، فاحتفلنا و إطمأننّا و نسيناه ، فإذا به يستغلّ غُلُوّ فرحتنا و غفوتنا و غرورنا و إستهتارنا و قلّة وعينا لإعادة الكَرّة و بثّ الشّكّ و الرّعب في نفوسنا و إجبارنا على تحمّل ما لم نعد قادرين على تحمّله مرّة أخرى.. جميع منابر علماء العالم المتقدّم الغنيّ المتحضّر تنبّه لحتمية عودة هذا المارد الجرثوميّ الخبيث و تتاطلب حكوماتها بإتّخاذ الإجراآت اللّازمة للمعركة الوبائية الوشيكة القادمة و نحن لا زلنا نترنّح و نتخبّط بين إختيارين متناقضين : حكومة جديدة سياسية حزبية أم مستقلّة إدارية تقنية ، و كأنّ الكورونة سوف تمنحنا هدنة مفتوحة و تنتظرنا حتّى نرتّب أمورنا و يوافق برلماننا ، بعد تلك المناقشات الطّويلة العريضة المدويّة العكاضية ، على تزكية "الطّبخة" الحكومية الجديدة المُقترَحة النّهائية.... الكورونا ، يا ناس ، لا تهادن و لا ترحم و لا تنتظر .. فإمّا أن نتّفق و نتّحد و نتعقّل و نجتهد و إمّا أن نتمادى في محاكاة " سيّاسة النّعامة " فنتغافل و نتكاسل و نتباطئ فنخسر كلّ شئ و نهدّم كلّ ما بنيانه و نندثر...