الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يسابق الزمن، و يدخل التاريخ من بوابة الشرق، يريد تحقيق اختراق علمي بتوفير لقاح لفيروس كورونا قبل الثالث من نوفمبر المقبل موعد الانتخابات الرئاسية، و قد وعد بذلك و من أجل الفوز بولاية ثانية ها هو يعلن اليوم 11 من سبتمبر 2020 عن تطبيع العلاقات بين البحرين و إسرائيل بعد أيام فقط من تطبيع العلاقات نفسها مع الإمارات... ترامب يفعل كل شيء من أجل نفسه ومن أجل إسرائيل، أنه يسوّق لصورة أمريكا في العالم كراعية للسلام و يسوق العرب تباعا لبيت الطاعة الصهيو أمريكي، بل إنه يعلن أن هناك دولا عربية أخرى تسعى لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهنا فإننا نتوقع إلتحاق السودان بقاطرة التطبيع مقابل رفع إسمها من قائمة العقوبات الأمريكية و من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ليس الأمر مستبعدا ، فقد كان نتنياهو هناك منذ أيام قليلة وحصل على ما يبدو مع حمدوك و البرهان على تطمينات مقابل رفع إسم السودان من العقوبات الأمريكية مقابل إستثمارات و مساعدات إقتصادية، السودان بحاجة إليها خاصة مع إشتداد الكوارث الطبيعية التي أودت بمدن بأكملها وجرفت مساحات زراعية واسعة.. الشرق الأوسط يتدحرج باتجاه الكيان الغاصب متخليا عن قضيته الأولى و عن التزاماته الدولية تجاه الفلسطينيين، ما فشلت فيه جامعة الدول العربية خلال نصف قرن، نجح فيه صهر ترمب خلال شهور قليلة، واليوم في ذكرى إنهيار برج التجارة العالمي الحادي عشر من سبتمبر تهدي البحرين وملكها حمد بن عيسى أمريكا و إسرائيل معا لحظة تاريخية، وطوق نجاة لترمب من أجل الفوز بولاية ثانية، ترمب يقدم نفسه للتاريخ على أنه حقق السلام العادل، والعرب يقدمون أنفسهم على أنهم دخلوا مزبلة التاريخ من باب التطبيع، فلماذا نلوم ترمب!؟؟. الرجل يفعل ما بوسعه من أجل بلده ومن أجل حلفائه و هو مستعد لأن يذهب بعيدا في ذلك، سبق أن نقل سفارة بلده إلى القدس، وهو يستطيع أن يلزم الرعايا على فعل الشيء نفسه حتى يرضى عنهم، في إعتقادي ليس علينا أن نلوم ترمب أو نتنياهو أو غيرهم أكثر من لوم أنفسنا دون لطميات وبكائيات على شعوب تساق كالإبل إلى حضيرة الخنازير فشكرا لترمب، شكرا نتنياهو، شكرا جاريد كوشنير، و لا عزاء لنا، فهذا زمن الخسارات الكبرى هنا والانتصارات الكبرى هناك!!!!.