-«التهميشولوجيا " و " النفاقولوجيا " و " ذر الرماد لوجيا " ألفاظ تشترك كلّها في سياسة الهروب إلى الأمام و ذرّ الرماد في العيون حتّى لا ترى الواقع المرّ و لا ترى حقيقية الأشياء كما هي حسب ما أتى في ملاحظات بعض المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا في نظرنا أيضا يحمل معنى الكذب و النفاق و الهروب إلى الأمام و محاولات تجميل القبيح على قبحه وهذا الكلام يتماهى تماما مع الزيارة التفقد بمناسبة العودة المدرسية التي أداها أخيرا رئيس الحكومة إلى أحد المدارس بإحدى ضواحي العاصمة للاطّلاع على مدى استعداد المدارس – خاصة مع تزامن الموجة الجديدة من وباء كوفيد 19 – لاستقبال آلاف التلاميذ بمناسبة العودة المدرسية 2020/2021 وهذه الزيارة التي قال عنها رئيس الحكومة في تصريح له " بأنها تندرج في إطار الاطلاع على مدى جاهزية المدارس لاستقبال التلاميذ و قد لمسنا المجهود الكبير المبذول حيث كان كل شيء متوفر لضمان العودة المدرسية خاصة مع عودة الجائحة والنقائص ليست كبيرة خاصة في علاقة مع الماء و وسائل التعقيم " و رغم قناعتنا بأنّ هذه الزيارة لا تعكس حقيقة الواقع في بقية المدارس بل هي مثل الشجرة التي تخفي غابة من النقائص في العديد من المدارس خاصة في الجهات الداخلية للبلاد وما تعانيه فعلا من حدّة و نقص في التجهيزات خاصة على مستوى تزويدها بالماء الصالح للشراب و تهديد أبناء الريف من التلاميذ من غول الفيضانات في فصل الشتاء و خطورة المسالك الموصلة إلى هذه المدارس، والتي عادة ما تكون بعيدة بمئات الأميال عن سكنى التلاميذ، رغم كلّ ذلك سأترك التعليق لما جادت به قريحة المواطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة لإحدى المدارس بضواحي العاصمة حيث تقول بعض هذه التعليقات و ليست كلّها لأنّنا لو نقلناها كلّها لاستهلكنا العديد من الصفحات و سنوردها كما هي دون زيادة أو نقصان أو روتوش : * هاو الماء يمشي.و لكنه نسي أن 461 مدرسة دون ماء * المهم تحل السبالة تلقى الماء و الباقي الكل موش مهم * الزيارات تكون لمدارس الريف والأماكن النائية موش لمدارس امورها مريقلة كفانا تمثيلا بربي لنختم هذه الورقة بالقول على الحكومة ألاّ تكتفي بزيارة تمّت برمجتها مسبقها و الإعداد لها كذلك ثمّ نسوّق صورتها على أنّها تعكس الصورة الحقيقية لواقعنا فمثل هذه الطريقة في التسويق لم تعد تنطلي على أحد أمام واقع مرّ يعيشه فلذات أكبادها و خاصة في المناطق الداخلية و تحديدا بالمناطق الريفية حيث يعانون الأمرّين و بالتالي علينا أن نتواضع بعض الشيء ونصارح الشعب بحقيقة الواقع دون تجميل ما هو قبيح…. ولكن في المقابل نضبط برامج للإتيان على كلّ هذه النقائص التي ليست وليدة اليوم و لا الحكومة الحالية هي المتسببة فيها و لكن أضعف الإيمان الاقرار بتلك النقائص وضبط برنامج لتلافيها واطلاع المواطن عليه حتى يساهم بقدر الإمكان في انجاز هذا البرنامج من أجل مدرسة يستطاب فيه نهل العلم وتحتكم على قدر أدنى من التجهيزات ووسائل الوقاية. وذلك حتّى لا يتهمّ البعض الحكومة باتباع سياسة «ذر الرماد على العيون»؟